بدأت الأندية الأدبية في تكريم شخصيات ثقافية واجتماعية بارزة من خلال منحها «العضوية الشرفية» للنادي، والتي يعلق عليها أعضاء الأندية الأدبية بأنها خطوة ستكون داعمة في المجال الثقافي والأدبي. وقد بدأ نادي الرياض الأدبي هذه الخطوة فعليًا في منح «العضوية الشرفية» لبعض الشخصيات، حيث قدمها إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وكذلك منحها لسمو رئيس رعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وكذلك لمدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، ولأمين أمانة الرياض. وقال عدد من المثقفين إن «العضوية الشرفية» يجب أن يتم منحها لشخصيات لها جهودها البارزة في المجالات الثقافية والأدبية، وأن لا تُعطى جزافًا، أو حسب الميول الشخصية. من حق النادي تقول الدكتورة ثريا العريض حول هذا الموضوع: ليس في الترشيح للعضوية الشرفية مشكلة، فالعضوية الشرفية معمول بها في مؤسسات أكاديمية ورياضية وثقافية وفي أندية العالم كله، كما أيضًا تنص عليها لائحة الأندية الادبية. ويقول الروائي حسن الشيخ: لقد أجازت المادة العاشرة من اللوائح الأساسية للأندية الأدبية لمجلس إدارات الأندية الأدبية تحديد شروط وضوابط العضوية الشرفية، وهذه من صلاحيات مجلس الإدارة، ولكن هذا لا يمنع من اطلاع أعضاء الجمعية العمومية على هذا القرار لدعمه، ولا اظن ذلك يعد قفزًا على صلاحيات الجمعية العمومية لأن صلاحياتها محددة في اللوائح الأساسية والمالية والانتخابية للأندية الأدبية، وأنا شخصيًا أرى أن العضوية الشرفية لا يجب أن تُعطى جزافًا أو طبقًا للميول الشخصية، ولذلك لا بد من وضع الضوابط الداخلية من شروط لابد من توفرها في عضو الشرف، بل إن العضوية الشرفية لابد أن تكون ذات فئات متعددة أو مراتب أو مستويات، ومن حق النادي أن يضم إلى عضويته الشخصيات المتميزة، وأن يحقق أرباحًا معنوية أو مالية بإنضمام هذا العضو أو ذاك إلى عضويته. من الأعمال الجليلة الدكتور صالح زيّاد (أستاذ النقد بجامعة الملك سعود) يقول: إذا كانت العضوية الشرفية الممنوحة من النادي الأدبي تحمل مبرراً وحيثية معقولة تجاه شخصية معينة، فليس الأمر مقبولاً فقط، بل هو في عداد الأعمال الجليلة التي يدلل النادي بها على تراميه إلى ما يعضِّد فعالياته ويدعمه ويضيف إليه مادياً ومعنوياً، فعضو الشرف هو شخصية اعتبارية لمركزها الاجتماعي أو الحكومي أو المادي، أو لمركزها العلمي والثقافي، وهذان وجهان يكتسب بهما النادي الدلالة الشرفية من الشخصية، ولا أعتقد أن الأمر في هذه الحدود بحاجة إلى الجمعية العمومية، إلا إذا كان هناك خلاف حول لياقة الشخصية للعضوية، وهي مسألة ليست من عدم الوضوح إلى الدرجة التي يمكن أن تُحْدِث خلافاً. تدعم مسيرة العمل ويشير الدكتور عبدالرحمن المحسني (أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد) إلى أن لائحة الأندية الأدبية نصّت على منح العضوية الشرفية لبعض الشخصيات الداعمة التي يمكن أن يفاد منها في خدمة العمل الأدبي، ومن هنا أرى لا مشكلة في أن تكون هناك عضويات تدعم مسيرة العمل الثقافي والأدبي في مجالس الأندية الأدبية. فكرة لا تضر وتقول الدكتورة عائشة الحكمي (أستاذة النقد بجامعة تبوك): إن مجلس النادي الأدبي لديه اللائحة المنظمة لعمل الأندية الأدبية، ومن حقهم التفكير في أي تجربة تقدم خدمة للنادي وتحقق أهدافه، وكما لاحظنا فإن اللائحة لم تشتمل على كل التفاصيل، وهذا يجيز للنادي اختيار أعضاء شرف، كما أرى أنها فكرة لا تضر بمسار العمل وقد تفيد النادي في عملية جذب جديدة للأسماء المميزة في المجتمع المحتمل دعمها للنادي بكل المستويات، وهذا باعتقادي انفتاح جديد قد يكسر طوق عزوف الجماهير عن الأندية الأدبية، وأما الجمعية العمومية فقد أوكلت للأندية العمل المؤدي إلى نتائج ملموسة يرضى عنها كل متابع، وبإمكان أي ناد أخذ رأي الجمعية في الاجتماعات الدورية بعد كل تجربة جديدة لأنني أعتقد أن أعضاء مجلس الإدارة يفكرون بالمصلحة العليا لناديهم. تدعم عمل الأندية من جانبه أوضح رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي أن «العضوية الشرفية» تمثل مسار من مسارات العمل الإداري والثقافي والأدبي في الأندية الأدبية، وتنص عليها لائحة الوزارة، وتتيح الحق لمجلس الإدارة، وليس لرئيس النادي أو اعضاء اللجان بمختلفها، وهو قرار جماعي وليس قرارًا فرديًا، وتمثل العضوية الشرفية مسارًا لدعم تطبيق لوائح الأندية الأدبية لأنه قرار لمجلس الإدارة وليس قرار الوزارة أو الشؤون الثقافية، وعلى أن تكون العضوية داعمه لأنشطتها، وليست عضويات تبتعد عن أهداف الأندية الأدبية، والمنتظر من الأندية الأدبية أن تكون العضويات الشرفية فيها داعمة لعملها ومسار أنشطتها. ويضيف الدطتور الوشمي: لقد نجحنا في أدبي الرياض ووضعنا خطة ذات مرحلتين، الأولى العضويات الشرفية التأسيسية وتتمثل في من قدم دعمًا للنادي الأدبي ومسيرته الممتدة منذ تأسيسه ومن قدم دعمًا استثنائيًا في مرحلته الراهنة أو نحن نخطط بالشراكة معه لتنفيذ مشاريع كبرى في الفترة المقبلة وهم معالي وزير الثقافة والإعلام ومعالي مدير جامعة الملك سعود ورئيس رعاية الشباب وأمين امانة الرياض وهي المرحلة التأسيسية، وأما المرحلة التطويرية فهي أن ننتقل إلى دعم النادي من خلال رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في تقديم العضويات لها مقابل مشروعات تكون دعمًا للنادي من خلالها، والمهم في عضويات نادي الرياض أنها منهج مجلس الإدارة وليست قرارات فردية. وأشار الدكتور الوشمي إلى أن قرار مجلس إدارة النادي جاء في إطار تفعيل مواد لائحة الأندية الأدبية، واستناداً إلى المواد: السادسة والسابعة والعاشرة التي تحدّد أنواع العضوية وآلية منحها والحقوق والواجبات، وقال: نيابة عن زملائي في مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض أتقدم بوافر الشكر ومزيد التقدير لأصحاب السمو والمعالي الذين تفضلوا بالموافقة على قرار مجلس الإدارة بمنحهم العضوية الشرفية، ونحن على ثقة بأن النادي سيجد أثر ذلك في دعم برامجه وأنشطته، وسوف نعلن قريبًا أولى نتائج ذلك من خلال تلك العضويات الشرفية.