اعتاد أغلبنا أن يدخر ما بقي من الراتب أو المدخول الشهري ، والذي في الغالب لا يبقى منه شيء إلا بشق الأنفس، والسر في ذلك أيها السادة أن الإنفاق بغير خطة مسبقة هو الطريق نحو الإفلاس المبكر عند منتصف كل شهر. إن من صفات الأثرياء والناجحين عند تخططيهم لمستقلبهم المالي هي القاعدة التالية : "اصرف ما تبقى" وحال أغلبنا مع الأسف يطبق المثل المشهور "أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" فليست هناك خطة مالية واضحة نسير عليها أونسعى لتحقيقها، مما يجعلنا نعيش في أزمات مالية بشكر دوري ومتكرر. فكما وعدنا الله عز وجل بالرزق "وفي السماء رزقكم وما توعدون" أمرنا كذلك باتخاذ الأسباب؛ ففي الحديث "لإن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق منه فيستغني به عن الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول". ورغم التقدم الحضاري الهائل والذي اتسم بالسرعة والتعقيد كان له أثر عكسي على حياتنا فكثرت المتطلبات والحاجيات، والذي رجحت فيه كفة الكماليات من اقتناء للأجهزة الحديثة وغيرها مقارنة بمتطلباتنا الضرورية. وكذلك الأثر السلبي لوسائل الراحة والرفاهية والتي أثرت على صحتنا، فأنتشرت أمراض السكري والضغط؛ لقلة الحركة وتنوع الأغذية الغير صحية. وفي الحقيقة هي مؤشرات على أهمية الاستعداد المالي لأي تتطور وتغير مفاجئ والذي أصبح من سمات هذا العصر، من ارتفاع للأسعار أو مرض أحد أفراد الأسرة، أو حصول حادث لا سمح الله، فعند وجود مبلغ مدخر هو أمان -بعد الله عز وجل- في أن نتجاوز أي أزمة مفاجئة فلا نصاب بالشلل المالي، كذلك هو طريقنا لتحقيق أحلامنا وبلوغ الثراء والاستقرار المالي بإذن الله .فكلما استطعت أن تستقطع جزء من راتبك الشهري بشكل ثابت ومنتظم فأنت تخطو الآن نحو طريق الثراء، فاستمر فسيكون النجاح المالي حليفك بإذن الله. ودمتم في ثراء . [email protected]