التسول أصبح في هذه الأيام مهنة من لا مهنة لديه حتى غدى في منظور من يلجون في سبله أنه مهنة شريفة تُعينهم على نوائب الدهر، وكثيراً من حالات التسول لا تعني في الحقيقة أن المتسول في حاجة إلى المال، أو أنه عاجز عن العمل بل هي نوع من الخداع والدجل والتضليل والكسب السهل الغير مشروع، وأصبحت هذه الظاهرة تسير في طريق التزايد المستمر، وهو مظهر من مظاهر التخلف الاجتماعي التي تسيء للوطن والمواطنين، والدليل على ذلك ما نشاهده من تكاثر أعداد المتسولين من مختلف الجنسيات والأعمار عند الإشارات المرورية، وأبواب المساجد، والمراكز التجارية، والساحات العامة التي يتنزه فيها المواطنون... وغيرها من الأماكن التي يستطيعوا من خلالها التجول بهدف التسول، ومن المعلوم أن طلب المال بهذه الطريقة نهى عنه ديننا الحنيف إلا لضرورة أو حاجة ماسة وفق ضوابط معينة قال عليه الصلاة والسلام: (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم) وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس خيرٌ له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه) ولو نظرنا بعين المتأمل لمن يزاولون التسول لوجدناهم من الفئة التي حُرِمت من التعليم لأي سبب كان، ولا يملكون أي نوع من أنواع الثقافة وبالأخص الثقافة الدينية التي ترفع من مستوى الإنسان، وتحافظ على كرامته، وهي بذلك تعتبر مشكلة اجتماعية آخذة بالازدياد مع انتشار حالات البطالة والفقر والتشرد، والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي يشهدها المجتمع، وتعاطف أفراد المجتمع مع حالة المتسول، وضعف إمكانيات حملات مكافحة التسول، مما جعلها تتطور تصاعدياً ورأسياً متخذة طابع العمل المؤسسي الذي يقوم على أساس الإدارة والتنظيم، وأصبح لها أساليب وطرق متعددة بغض النظر عن التسول في الشوارع الذي يعتبره البعض مصدر رزق لهم، وهناك فئة من ضعفاء النفوس أصبحت مهوسه بتلك العادة التي لا تطور الإنسان، ولا تجعله يعتمد على نفسه، بل يعتمد على الآخرين بإعالته، الأمر الذي يدعونا إلى مطالبة جهات الاختصاص المختلفة (الشرطة – الجوازات - مكافحة التسول – الضمان الاجتماعي – الجمعيات الخيرية...) إلى دراسة هذه الظاهرة دراسة جديه مستفيضة موحده ينتج عنها حلول جذريه نرى ايجابيتها على أرض الواقع بالقضاء على التسول بجميع أساليبه المختلفة التي يتفنن في ابتكارها المتسولون الوافدون عبر الحدود، والمتخلفين بعد أداء الحج والعمرة، الذين لهم نصيب الأسد في هذه الظاهرة داخل مجتمعنا،وللإعلام بشتى وسائلة المختلفة دور هام جداً في زيادة الوعي لكافة أفراد الشعب تجاه ظاهرة التسول من خلال النصح والإرشاد والتوجيه. همسه: من لا يُكرِمْ نفسه لا يُكَرَّم. ومن أصدق من الله قيلاً {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.