لم يعد غريبا أن يبحث الشاب عن امرأة موظفة أو ثرية حتى إن كانت تكبره بسنوات، أو كانت أرملة أو مُطلقة، فلقد أصبح شرط الوظيفة أو الثراء يعتلي سلّم مواصفات شريكة الحياة المقبلة، فلم تعد الثقافة أو الجمال أو الأخلاق أمورا ذات قيمة في عالمٍ باتت المادة عصبهُ ومستقبلة. فالشباب ما بين موظفٍ صغير براتبٍ لا يكاد يغطي متطلبات الحياة وعاطل يقضي وقتهُ في المقاهي وعلى الأرصفة بانتظار الوظيفة المريحة أو الثراء المفاجئ، كأن الزوجة الثرية هي مصباح علاء الدين الذي سيمنحهُ ما يتمنى، وقد نسي أن هذه المرأة قد لا تمنحه من مالها شيئا أو قد تجعلهُ أسير إرادتها تلقيهِ جانبا وتخلعهُ من حياتها متى أرادت. وينسى كذلك أن السعي لخلع رداء البطالة بأي عمل شريف مهما قلَّ هو السبيل الأنجع للحياة الكريمة، فالوظيفة مهما تواضعت والراتب مهما زهد فأحوال الحياة في تحوّل وتقلّب؛ فالقليل قد يصبح كثيرا، والحال قد يؤول إلى الأفضل. ويجب ألا يغيب عن ذهن أي شاب طموح أو لديه عقلية تجارية أو ابتكارية أن هناك جهات حكومية تدعم المشاريع الصغيرة، وتمنح المواطنين أصحاب المنشآت والمشاريع الصغيرة والحِرف قروضا بلا فائدة، كما أنها تمنح قروضا لمساعدة الشباب على الزواج وترميم المنازل وغيرها. وما على الشباب الطامح الآن إلا كتابة إحدى تلك الجهات المذكورة آنفا في خانة البحث في حاسوبه لمعرفة أماكن فروعها وشروطها وتجهيز خطة المشروع والتوجه إليها لتقديم الأوراق وهو على ثقة بالله عز وجل وبنفسه، وستفصح له الأيام المقبلة بإذن الله عن خير كثير. هذا الوطن أشرع لنا فضاءات الخير والأمل، فلمَ لا نترك الكسل والتسويف والأحلام جانبا؟ لنملأ حياتنا بالبحث والسعي والعمل، فهذا الوطن الكريم يستحق منا أن نسعى ونكافح ونثابر.