وسط حضور إعلامي وفني كبير شهده المقر الجديد لجمعية الثقافة والفنون بجدة بالكورنيش، أقيمت يوم الأربعاء الماضي «أمسية وفاء» احتفاء بالفنان الراحل فوزي محسون «حبًا صادقًا ووفاء»، وقد أشرق مقر الجمعية بحضور إعلامي فني ثقافي اجتماعي مميز بتميّز موقعه على كورنيش جدة وبعطاء الفنان الراحل فوزي محسون وما قدمه خلال مشواره من إسهامات فنية راقية ورائعة. فقرات برنامج حفل الاحتفاء بالراحل فوزي محسون أدارها الإذاعي المخضرم ناجي طنطاوي الذي رحب بالحضور خلال كلمة سريعة قدم بعدها مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة المهندس عبدالله التعزي كلمة قال فيها: هذا التكريم للراحل فوزي محسون يأتي ضمن إطار سلسلة من حفلات التكريم التي تقيمها الجمعية لعدد من الفنانين والأدباء الذي وضعوا بصمة واضحة في الساحة الفنية والإبداعية ولدى جمعية جدة قائمة تضم مجموعة كبيرة من الفنانين الذين ستقوم الجمعية بالاحتفاء بهم في أمسيات وفاء ستقام بشكل شهري تقريبًا للوقوف على صفحاتهم المضيئة بالعطاء والتميز، وأشار إلى أن جمعية جدة لن تألوا جهدًا في القيام بدورها مهما كانت إمكاناتها المتواضعة والسعي لإنجاح أمسيات الحب والوفاء. تلا ذلك كلمة الصحافة الفنية ألقاها الأستاذ سهيل طاشكندي وأوضح فيها أن ما نقدمه هذه الليلة لرمز من رموز الإبداع والفن الراقي فوزي محسون ليس تكريمًا بقدر ما هو «احتفاء»، واستعرض جوانب متعددة من مسيرة الراحل محسون وكيف أنه أستطاع أن يضع له بصمة واضحة المعالم على الساحة. وأكد طاشكندي خلال كلمته نيابة عن الصحافة الفنية التي سايرت وواكبت خطوات نجومية الراحل أن فوزي هرم فني لن تنجح الساحة يوما في صنع شبيه له. كما شاركت الشاعرة القديرة ثريا قابل بكلمة مسجلة تم بثها في الحفل تحدثت فيها عن علاقتها الفنية بهذا الصوت الفني وكيف أنه أول من أسهم في نجاحها وشهرتها وأوصل صوتها الشعري لكل عشاق الكلمة الغنائية الحجازية حتى أصبحت ثريا قابل وفوزي محسون «ثنائيا فنيا» حقق نجاحات فنية راقية. كما تحدثت قابل عن إنسانية وتواضع هذا الفنان وخلقه العال. كما شارك بكلمة رائعة إيهاب فوزي محسون ابن الراحل أضاء من خلالها مخيلاتنا بخصال هذا الرجل الجميلة منذ كان طفلا مريضًا عاجزًا عن الحركة ونشأته وتعلقه بالفن الجميل وكيف أنه كان يحلم بالسفر إلى مصر لدراسة الفن وما منعه من ذلك، حتى أستوقف كامل مشاعرنا لحظات لتسافر معه وهو يروي ويذكر لنا قصة ما قبل وفاة والده وكيف أنه طلب من نسيبه أن يستأجر بيتًا في مكة قريبًا من المسجد الحرام ليقضى فيه أيامًا لتصفية ذهنه وقلبه إلا أن المنية كانت أسرع وأقرب. وفي لمحة سريعة تحدث رجل الأعمال أحمد باديب (صديق الفنان الراحل) عن صداقة عظيمة ربطته بفوزي محسون قبل دخوله المجال الفني، وربط نجومية محسون ومن سبقوه وجاء من بعده بماهية شاعرية جدةالمدينة وربطهم بأسلوب لغوي أدبي جميل بمدينة الحب والشعر والفن الجميل. كما تحدث صديق آخر للراحل هو عبدالله ثابت، وكذلك تحدث الفنان حسن عبدالله عن علاقته بالراحل وعن الأمسيات التي كان يشاركهم بها سواء في الطائف أو جدة وكيف أن وفاءه وإنسانيته كانت تقوده للحضور إليهم في الطائف رغم قصور إمكاناته المادية حتى أنه في أكثر من مناسبة خارج جدة كان يستقل الباص والنقل حتى يصل إليهم. بعد ذلك بدأت فقرات الحفل الساهر الذي شارك في تقديمه عدد من الفنانين والذين قدموا أعمالا شهيرة للفنان الراحل فوزي محسون، فغنى حسن حمدان أغنية «قديمك نديمك»، ثم طلال عباس «ما تبغى تهدأ تروق»، ثم محمد هاشم «مين فتن بيني وبينك»، ثم محمد مجلي وغنى «من بعد مزح ولعب»، ثم قدم الفنان حسن عبدالله أغنيتين «الله على ذي العيون» و»سبحانه وقدروا عليك». وكانت هذه الفقرة الغنائية الأولى في الحفل، تم بعدها توزيع شهادات الشكر على الفنانين المشاركين، كما قدم مدير الجمعية المهندس عبدالله التعزي درعًا تقديرية إلى ابن المحتفى به الأستاذ إيهاب فوزي محسون. ثم بدأت الفقرة الغنائية الثانية في هذه الأمسية، وقدم الملحن المعروف طلال باغر أغنية «لا وربي»، ثم المطربين محمد العمدة وحاتم أبو الخير وسهل جنيد وفيصل العمري الذي قدم أغنيتين «بتسأل أختها عني» و»لا تصدق أو تأمل»، والمطرب مهند طلال وغنى «أديني عهد الهوى»، وأخيرًا مصطفى إسكندراني «عشقته»، ولم تسنح الفرصة لضيق الوقت للفنانين حمد محبوب ومحمد شافعي من المشاركة وتمنيا أن تكون أسماءهما ضمن فناني الجمعية المشاركين في أمسيات الوفاء والحب والاحتفاء المقبلة.