احتفلت جدة مساء أول من أمس في مقر الجمعية العربية للثقافة والفنون بذكرى الفنان الراحل فوزي محسون، وسط حشد من محبيه وأفراد أسرته وأصدقائه الذين شاركوه رحلته الطويلة. ونوه رئيس الجمعية عبد الله التعزي في كلمة افتتح فيها الحفل بمكانة الفنان الراحل وشمولية تجربته الفنية، معتبرا أن الأغنية السعودية شهدت على أيدي روادها ازدهارا كبيرا، وأن تاريخ الفن رغم امتلائه بالرواد إلا أنه لا يمكن الحديث عن هذا التاريخ من دون المرور على تجربة فوزي محسون الذي كان فريدا من حيث تقديمه للتراث ولم يظهر لدينا حتى اليوم من يضاهيه. وأفصحت الشاعرة الغنائية ثريا قابل في كلمة لها بالمناسبة عن تجربتها مع فوزي محسون وقالت إنه لا يزال حيا في قلوب محبيه وقد شق طريقا خاصا بين طلال مداح ومحمد عبده، فقد كان فنانا كبيرا ومتواضعا، وأنا أدين له بشهرتي وما حصلت عليه من محبة الناس. وألقى ابن الفنان الراحل إيهاب كلمة الأسرة مستذكرا تاريخ والده منذ طفولته حتى وفاته، وقال لقد كان هاجسه الفن فكتب في مذكراته أن بداخلي شعورا يدفعني للغناء ولا أعرف هل هو شعور عابر أم إنه إحساس عفوي لا أستطيع إخفاءه. وذكر إيهاب أن بليغ حمدي اعترف لأم كلثوم بأن مقدمة أغنيتها الشهيرة "الحب كله" هي من ألحان فوزي محسون، وقد التقى الراحل بأم كلثوم عند أدائها للعمرة وأبلغته بذلك وامتدحت موهبته. وتحدث ابن الفنان عن علاقة والده بالوسط الفني مستذكرا في هذا المقام لطفي زيني وصالح جلال وثريا قابل وغيرهم. أما رجل الأعمال أحمد باديب الراعي الثقافي لكثير من الفعاليات الثقافية فتحدث عن فوزي محسون كمغن حجازي تألقت على يديه الأغنية الحجازية. وقال إن في جدة سرا كبيرا هي أنها لا تتنكر لأبنائها. وسرد شيئا من سيرة الفنان الراحل وقال إنه مع بدر كريم كانا الوحيدين اللذين يحضران لمكان الوظيفة على دراجة هوائية، وكان سروال فوزي محسون طويلا فكان يعاني من مشكلة تمزق أطراف سرواله من جنزير الدراجة، وأضاف إن معظم الفنانين يصبحون عادة مليونيرات غير أن فوزي محسون لم يكن بإمكانه ذلك لأنه كان بسيطا ومتواضعا ولا يطلب شيئا لنفسه بل يتنازل عن حقوقه بمنتهى الرضا. المهندس عبد الله سابق سرد جزءا من ذكرياته مع فوزي محسون مستذكرا الجلسات الفنية التي كانت تعقد في منزل الشيخ تحسين سقاف.