في مجتمعنا العربي كثيراً ما نسمع جعجعة المسئول عبر أجهزة الإعلام لكن قليلا ما نرى طحينه مما جعلنا نصاب بحالة من اليأس والإحباط المستدامين حيال تلك الحالة المستعصية لدى أولئك المسئولين .. لكن أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل خرج عن ذلك النطاق وتمثل بصورة مغايرة . فالأمير خالد عندما تولى أمارة منطقة مكةالمكرمة قضى ما يقرب العام لا يتحدث كثيراً عن مستقبل المنطقة بل عكف مع معاونيه على دراسة الحالة المستعصية للواقع الذي تعيشه المنطقة والتفكير في التخلص من الإرث الثقيل الذي أوكل إليه إصلاحه من قبل خادم الحرمين حفظه الله ورعاه الذي أحسن الاختيار حتى جاء اليوم الذي استدعى فيه الأمير كافة القيادات بالمنطقة وبعض إعلامييها واستعرض معهم خطته الإستراتيجية التي حدد رؤيتها ببناء الانسان وتنمية المكان وكنت حينها ضمن الحاضرين وكانت الخطة في مضامينها طموحة جدا الى درجة ان الحاضرين عاشوا لحظات جميلة من الأحلام الوردية لمستقبل المنطقة المنظور من خلال تلك المضامين ولا ننكركم القول فقد خرج البعض منا يردد بعض المقولات المترسبة لديهم من حالات اليأس والإحباط لكن البعض منا ومنهم محدثكم خرجنا مستبشرين كثيرا بذلك المستقبل المشرق لما نحمله من خلفية ناصعة عن تاريخ هذا القائد عندما كان اميراً لمنطقة عسير وأتذكر إنني حينها كتبت بعض المقالات عن ذلك الاستبشار وكنت على يقين ان ذلك سيتحقق قريباً وقد تحقق ذلك والحمد لله ولعل من يستعرض الحجم الهائل للمشاريع التي أنجزت بالمنطقة خلال الفترة السابقة والحجم الأكبر الذي لازال قيد التنفيذ يعلم علم اليقين ان ما ورد في تلك الخطة الإستراتيجية قد تحول الى واقع ملموس وانا على يقين تام ان المستقبل القريب سيؤكد ان خالد الفيصل القائد الفذ قد رسم بريشته المبدعة صورة ذهنية لذلك المستقبل المجيد لمنطقة مكةالمكرمة نراه اليوم بدا يتلمس جنبات تلك الصورة الجميلة ليراها واقعا نراه ونلمسه جميعا معه فعلى سبيل المثال لا الحصر قضية الصرف الصحي التي كانت تعد أصعب القضايا بالمنطقة اصبحت جزءا من الماضي بعد ان استكملت كافة مشاريع البنية التحتية لها وهاهي مشكلة المياه بالمنطقة تصبح شيئا من الماضي ايضا بعد ان اصبح الماء متوفراً بدرجة لافتة وهاهي الجسور والأنفاق تخترق كل التقاطعات التي كانت مسرحاً بغيضا للازدحام وهاهو مطار الملك عبد العزيز الذي لم يكن لائقا بمكانة هذه المنطقة العالمية يجري العمل فيه على قدم وساق ليكون مضاهيا لاكبر مطارات العالم وهاهي المدينة الرياضية تبنى على احدث الطرز المعمارية العالمية بعد ان كان أفضل ملاعبها يقف على المجالس الخرسانية خلال مدة تزيد عن ثلث قرن وهاهي السواحل البحرية التي كانت مملوكة للبعض القليل تفتح مساراتها الجديدة عبر توسعة في عمق البحر كي يهتني اهلها وزائروها بالتمتع بها وهاهي العشوائيات التي كانت تمثل بعبعا مرعبا تعيش آخر مراحل حلها النهائي وهاهي المشاعر المقدسة بالعاصمة المقدسة تعيش أجمل وأرقى الانجازات وهاهي كل محافظات المنطقة تعيش نفس الحالة ونفس القدر من الاهتمام. اما بناء الإنسان الذي تضمنته تلك الخطة وكان احد محاورها فان الامير المبدع لم يتجاهله بل نراه يكرس كل جهده لينال حقه الكامل من الاهتمام من خلال ما دونته تلك الخطة من مشاريع تخص الفكر والثقافة والمجتمع المنطلقة من البرامج والمناشط الثقافية والفكرية المعدة لهذا الغرض وهاهو الأمير المبدع قبل ايام يعلن عن بدء التفعيل لملتقى شباب المنطقة الذي يحتوي على مختلف المناشط الرياضية والثقافية والاجتماعية وقريبا باذن الله سنرى الكثير والكثير وستكون منطقة مكةالمكرمة قريباً انموذجاً رائعا يحتذى به وكم أتمنى ان يحتذي بسمو الامير خالد الفيصل جميع المسئولين على مختلف المستويات وعندها حتما سنلحق بالعالم الأول فلك الشكر أيها الأمير القائد ولك الشكر يا خادم الحرمين على حسن اختيارك وحجم دعمك له والله تعالى من وراء القصد.