عندما تمارس الادارة سياسة الحزم في معاقبة المذنب والمخالف والمتسيب لتردعه عن ممارسة مثل هذا السلوك المشين ثم تمارس في مقابل ذلك سياسة التحفيز والتشجيع لمن يبدع ويتميز في اداء المهام الموكلة اليه فانها بذلك تدفع بالاداء الى اعلى مراتب الاتقان والجودة ولأن اغفال ممارسة ذلك السلوك الاداري في مواجهة تلك الظروف المتباينة سيدفع بالمخالف المتسيب الى التمادي في ممارسة سلوكه السلبي فتتنامى المخالفات ويتشعب الفساد وتضمر القيم كما تدفع بالمحسن المبدع في اداء عمله الى التهاون والتكاسل وبالتالي الاتجاه بالمخرجات نحو التدني والانحدار. وبلا شك ان ادارة الأمير المبدع دائما خالد الفيصل تعد انموذجاً رائداً في ممارسة اسلوب التوازن والاعتدال في اعطاء كل ذي حق حقه فتقول لكل محسن قد احسنت فنلت جزاء المحسنين وتقول للمتهاون المتسيب اسأت فنلت جزاء المتهاونين ولعل منطقة مكةالمكرمة في هذه المرحلة تحديداً تعيش مخاضاً ساخناً افرزته كارثة الامطار وابدت الكثير من السوءات الادارية والمالية المتراكمة والمتجذرة والمتشعبة فكانت ادارة الفيصل في مواجهتها بكل حزم وقوة تحت دعم مباشر ومستمر من لدن قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين رعاه الله لكن الجميل والرائع في هذه الادارة ان يحدث في مقابل ذلك الاسلوب الحازم اسلوب آخر يتناسب وحالة الابداع والتميز التي يمارسها فريق آخر قد يكون فرداً او مؤسسة لا فرق، هو اسلوب التحفيز والدعم المادي والمعنوي حيث يتمثل ذلك في جائزة مكةالمكرمة للتميز التي تمنح لمن تجاوز عمله العادي الى مراتب التميز والإبداع ولعل فوز صحيفة المدينةالمنورة بهذه الجائزة كأول صحيفة سعودية تنال هذا التكريم يعد نتاجا لجهود أخرى متميزة ومبدعة من قبل جهازها الكامل الذي يتمثل في إدارتها وجهاز تحريرها وكتابها وفنييها وهذا أمر أتمنى أن يلتفت إليه القائمون عليها فيعطوا كل ذي حق حقه من التكريم والتحفيز والدعم كي تستمر حالة الإبداع والتميز لهذه الصحيفة العريقة وليكون دافعا للمزيد من الارتقاء لا أن تكون مدعاة للركون إلى بريق هذه الجائزة من أمير الثقافة والإبداع. وأنا على يقين تام أن صحيفة يقف على مجلس إدارتها رجل في قامة وهامة معالي الدكتور غازي عبيد مدني ويقف على جهاز تحريرها رجل آخر في قامة وهامة سعادة الدكتور فهد آل عقران بصفاته المتميزة في روعة المعاملة والتوجيه والدعم والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة بلاشك ستكون صحيفة رائعة متميزة ويكون لها الحق منا نحن كتابها أن نشيد بها كونها علامة مشرقة لصحافة هذه البلاد العظيمة وسوف تكون الأعين بعد هذه الجائزة متجهة إلى مضامينها لترى وتكتشف أسرار ذلك التميز ، لذا يستوجب أن تتضاعف الجهود من قبل الجميع، ولتكن هذه الجائزة منطلقا مفصلياً لمستقبل أكثر روعة وإبداعاً لصحيفتنا المحبوبة. والله تعالى من وراء القصد.