ما حدث في جامعة الملك خالد من تجمعات للطالبات ومطالبتهن بحقوق سلبت منهن ( على حد وصفهن ) وأوضاع سيئة آل اليها حالهن يلفت الأنظار الى ملف كان مسكوتاً عنه فترة طويلة من الزمن وكل متابع لما نشر عن هذا الأمر وتعليقات المواطنين وخاصة الطلاب والطالبات يرى عجباً من حقائق تروى في بعض الجامعات وأن هناك مشكلة لابد من معالجتها والأخذ بقوة على يد كل مقصر . الأمر يطال أيضا المدارس وليس الجامعات فقط وخاصة فيما يخص المباني الجامعية والمدرسية والخدمات المساندة والمشاريع التوسعية حيث رصدت الميزانيات الضخمة ولكن الواضح ان هناك هدرا في المال في بعضها وكل غيور على وطنه لا يرضيه ما يحدث، كما ان البطء الشديد في تنفيذ بعض تلك المشاريع ممل للغاية وان تمت فهي دون المواصفات المطلوبة وعلى سبيل المثال في احدى الجامعات تصرف الملايين على بوابة الجامعة ثم تدخل الى الحرم الجامعي فترى عجبا المباني متهالكة، واصلاحات وحفريات في كل مكان، ومدرجات صغيرة لا يمكن ان توصف بأنها مبان جامعية اطلاقا، كما ان هناك ضعفاً في تجهيزات المعامل وهنا يتحسر الطلاب على حالهم فالبيئة التعليمية طاردة وليست جاذبة !!. والأمر الآخر الذي يستدعي التدخل هو تطاول بعض أعضاء هيئة التدريس على أبنائنا وبناتنا وهم من جنسيات مختلفة ، لا نتهم احداً والله زوراً وبهتاناً ولا نتجنى على أحد ولكن هناك بعض النفوس المريضة التي لابد أن تحاسب على كل تصرف خاطيء وسلوك مشين وتجاوز في تعاملها مع الطلاب، ليست جنسية المرء تهمة ولكن التهمة تلتصق بالمرء كائناً من كان عندما يتجاوز حدوده من سخرية او استهزاء او اعتداء سافر على حق علمي أو أدبي لا لشيء سوى انه صاحب سلطة ، ونحن بحمد الله شعب لا ينكر فضل الناس وخاصة من علّمنا وأدّبنا ولكل فضله لكن لا نريد لأحد ان يظلمنا أو يجحف بحقنا في عقر دارنا . لا بد من متابعة هذا الأمر ورد الحقوق الى أصحابها واولهم الوطن الذي عانى من مثل هؤلاء الذين تجاوزوا وقد سكت عما يفعلون زمنا طويلا، آن الأوان ان يحاسبوا . كل من أدين وثبت عليه تقصير اداري او مالي او اخلاقي او تفريط في الأمانة لابد ان يتنحى ويترك مكانه فكيف نطمئن على مستقبل أبنائنا في أيدي اناس لايراعي بعضهم حق الله في الأمانة ؟ نحلم بجامعات يديرها من يمتلك القدرة على التغيير والتطوير والمتابعة الحثيثة والتواصل مع كافة منسوبي الجامعة من هيئة تدريس طلاب و منفذي المشاريع وكل مسؤول اداري او فني على حد سواء. ومن أجل احقاق الحق ففي وطني رموز يشار لها بالبنان استطاعت ان تحدث تغييرا جذريا في جامعات تولوا قيادتها فأثمر ذلك تميزا في العطاء والانجاز وتحقيق نقلة نوعية في فترة زمنية محدودة من الزمان -وما الجامعة الاسلامية في المدينة النبوية- عنا ببعيد ، هؤلاء هم الرجال القدوة الذين يعول عليهم كثير من اجل الوطن الذي نحب ... [email protected]