خرجت جامعة طيبة عن صمتها حول قضية فصل طالب، كان انتقد مديرها في لقاء مفتوح، لتؤكد في بيان صحفي أمس أن عقابها ل"ريان الأحمدي" جاء نتيجة إخلاله بالنظام واعتدائه على عضو هيئة تدريس. إلا أن الأحمدي قال ل"الوطن" إن هذه الحادثة قديمة واتهم حينها بالغش والتطاول "دون أن يثبتوا ذلك علي". وأضاف: شكلوا وقتها لجنة لدراسة قضيتي واتضح أن وضعي صحيح، ولكنهم قرروا إعادة دراستي للمادة. وأشار إلى أنه انتقد مدير الجامعة في اللقاء بسبب تأخرهم في حسم مشكلته لنحو 222 يوما، ليفاجأ لاحقا بقرار جديد يقضي بفصله نتيجة اتهامه بالتطاول وإساءة الأدب. ------------------------------------------------------------------------ لم تمر ساعات قليلة على رد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري حول فصل جامعة طيبة للطالب ريان الأحمدي لانتقاده مديرها في حوار مفتوح في أكتوبر الماضي، حتى أصدرت الجامعة بيانا صحفيا يشرح أسباب فصل الطالب. وقالت الجامعة في بيان- تسلمت "الوطن" نسخة منه- إن فصل الطالب جاء نتيجة إخلاله بالنظام واعتدائه على عضو هيئة تدريس، وليس له علاقة باللقاء المفتوح والنقاش الذي دار بين الطالب ومدير الجامعة، فيما نفى الطالب ذلك قائلا إن القضية التي تحدثت عنها الجامعة في بيانها حدثت قبل عام من صدور قرار فصله مؤكدا أنها غير صحيحة وظالمة. وتفاعلت قضية ريان بعد أن أوصلها الطالب إلى وزير التعليم العالي مساء أول من أمس خلال افتتاح مؤتمر الحوسبة والتقنية وبحضور مدير الجامعة الدكتور منصور النزهة، ورد عليها بقوله إنه "كما نعاقب الطالب كمسؤولين ونلومه عندما يقصر، لا بد أيضاً أن نلوم أي مسؤول في وزارة أو في الجامعة، عندما يقصر في خدمته أو عمله تجاه الطالب في المؤسسة الجامعية". رد الجامعة وقالت الجامعة في بيانها أمس إن فصل الطالب ريان الأحمدي كان بسبب إخلاله بالنظام وليس له علاقة باللقاء المفتوح والنقاش الذي دار بين الطالب ومدير الجامعة. وأضاف البيان أن الطالب تطاول على عضو هيئة تدريس أثناء الاختبار والإخلال بنظام القاعة في اختبار "مادة الموارد البشرية " حيث قررت اللجنة المعنية بالنظر في القضايا الطلابية بمعاقبة الطالب وفقا لما أشارت إليه الفقرة الرابعة من المادة الثالثة من لائحة تأديب الطلاب، وعليه أوصت اللجنة بتطبيق الفقرة التاسعة من المادة السادسة من لائحة تأديب الطلاب وهي الفصل النهائي من الجامعة؛ حيث رفعت اللجنة محضرها لمدير الجامعة والذي وجه بتخفيض العقوبة بفصل الطالب فصلين دراسيين فقط حرصا على مصلحة الطالب ومستقبله رغم استحقاقه قرار الفصل وفق اللائحة المعتمدة، وبناء على قرار اللجنة لما قام به من تطاول على عضو هيئة التدريس والإخلال بنظام القاعة. وأكدت إدارة الجامعة- وهي مؤسسة تعليمية وتربوية- أنها حريصة كل الحرص على مصلحة طلابها وطالباتها كما هي حريصة على تطبيق النظام والالتزام به، وهي تعنى بشكل كبير بتحلي خريجيها بالأخلاق الحميدة إضافة إلى التزود بالعلم والمعرفة وهو الأمر الذي ينعكس على استقرار الأجواء التعليمية ويضمن توفير بيئة تعليمية مناسبة للجميع، كما أن الجامعة أنشأت مركزاً إعلاميا للتعامل مع الإعلاميين وتقديم الخدمات الإعلامية لهم والإجابة عن كافة استفساراتهم وتساؤلاتهم. الطالب ينفي بيان الجامعة إلى ذلك رد الطالب ريان الأحمدي على بيان الجامعة، وقال ل"الوطن": بدأت قضيتي في شهر صفر عام 1432 عندما اكتشفت عددا من الأخطاء الإملائية في نموذج أسئلة مادة "الموارد البشرية"- المشار لها في بيان الجامعة- حيث كان الترتيب الأبجدي في الخيارات في نموذج الأسئلة غير صحيح، واكتشفت ذلك في نهاية الوقت مما دفعني للقاء بالمشرف على قاعدة الاختيار وطلب مزيد من الوقت لتعديل الحل، فرد علي المشرف بالقول "مو شغلي". وأضاف "بعد أن سلمت ورقة الإجابة في الوقت المحدد صدرت نتائج المواد وكانت نتيجتي في هذه المادة بأنني مقيد فيها "غائب"، وبعد مراجعتي لعميد الجامعة وعميد شؤون الطلاب وعميد كلية إدارة الأعمال وعميد التعليم الموازي المستمر بعد نهاية الفصل الدراسي تنوعت إجاباتهم فأحدهم كان يقول "أنت غشاش" والآخر يقول "لم نجد ورقة إجاباتك" وأحدهم يقول "أنت متطاول". وتابع ريان الحديث قائلا "بعد مراجعة لمدة ثلاثة أشهر إلى الكلية، تم العثور على ورقة الإجابات، لكنهم اتهموني بالغش، فاستغربت من ذلك إذ أنه لو كان اتهامهم لي بالغش صحيحا فكان من الأولى أن يثبوا ذلك، ويظهروا حقيقة غشي في المادة، إذ أنه لا يوجد محضر يثبت ذلك ولا قصاصة "برشام" تثبت ذلك، بالإضافة إلى أن هناك شهودا معي يثبتون أنني لم أغش ولم تسحب ورقة إجاباتي لهذا السبب". وبين الطالب أنه تم تشكيل لجنة لدراسة قضيتي برئاسة عميد شؤون الطلاب، واتضح أن وضعي صحيح لكنه لم يتم تعديل نتيجتي في المادة المشار إليها، ولم تنزل لي مواد دراسية على موقع الجامعة، ومع بداية الفصل الدراسي الأول لهذا العام نزلت لي مواد أضيفت إليها المادة "محور القضية". فحضرت بعدها اللقاء المفتوح مع مدير الجامعة والذي انتقدت فيه أسلوب الجامعة في تعاملها من شكواي وأنني قضيت قرابة 222 يوما وأنا أراجع إدارة الجامعة كي تنهي موضوعي ولكنها لم تفعل، وحين عرضت مشكلتي في اللقاء ونشرت عنها الصحف، اتهمت بالتطاول وإساءة الأدب. وأضاف "بعد ذلك بفترة، ذهبت إلى مدير الجامعة وقابلته في مكتبه ولكنه طلب مني أن أعتذر له وللجامعة عما بدر مني في اللقاء المفتوح، فقلت له يا معالي المدير كيف تريدني أن أعتذر عن خطأ أنا لم أرتكبه؟ وغادرت مكتبه". وتابع "وفي بداية صفر الماضي صدر قرار بفصلي من الجامعة لمدة عام وذلك بعد تأديتي لكافة امتحانات الفصل الدراسي الأول.. لقد ظلموني". وتعود تفاصيل قضية اللقاء المفتوح إلى نهاية شهر ذي القعدة، حينما اجتمع مدير جامعة طيبة بالطلاب في القاعة الكبرى للاجتماعات، وكانت البداية عندما طلب الطالب ريان المشاركة في طرح سؤال على مدير الجامعة. وقال الطالب في سؤاله إن اللقاء عقد للاستماع للطلاب ومشاكلهم وليس لسرد الأرقام والإنجازات مطالبا مدير الجامعة لمراجعة نفسه بحسب حكمته وخبرته ليعرف مدى بعده عن نجاح إدارة الجامعة، وانتقد الطالب ما يردده المسؤولون في المنصة من أن أبوابهم مفتوحة للجميع وأنهم مستعدون لحل مشاكل الطلاب. وقال إنه منذ 222 يوما يراجع المسؤولين ولم يفيدوه أو يحلوا مشكلته، وبعد أن رد عليه مدير الجامعة بالملقن والموجه حاول الطالب الرد على المدير لكنه طلب سحب الميكرفون منه. وكان رد مدير الجامعة الدكتور منصور النزهة على ما قاله الطالب بأن شكره على المداخلة وطلب مراجعته في مكتبه لحل المشكلة، لكن بعد أن أكد الطالب على عدم فتح أبواب المسؤولين للطلاب قال المدير "عرفناك عرفناك.. أنت موجه وملقن وباحث عن الإثارة". الأحمدي: الوزير استجاب لنداءاتي من جهة أخرى أوضح الطالب أن لقاءه مع وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري اتسم بالوضوح والاطمئنان، واستطرد الطالب "كان يقف بيني وبين وزير التعليم العالي بعد خروجه من المؤتمر حراس أمن فحاولت جاهدا تعدي هؤلاء الحراس لمقابلته، فاستجاب لي بعد أن ناديت عليه وأنصت لشكواي حتى انتهيت؛ حيث طلب شكوى خطية وأبلغته بإرسالها على مكتبه فورا لعدم توفرها معي". وقال الأحمدي "مد الوزير يده لي لسحبي من بين رجالات الأمن والاستماع لشكواي حيث أوضحت له أني تعرضت للفصل الأكاديمي، حيث كان مدير جامعة طيبة الدكتور منصور النزهة يسمع شكواي للوزير، وقال الطالب" قلت لمعاليه تعرضت للفصل الأكاديمي بسبب تسجيلي غائبا عن امتحان وقدمت إثباتي بعدم الغياب واتهموني بسوء الأدب في قاعة كان يحضرها أكثر من 140 طالبا، حيث وعدني مدير جامعة طيبة بحل مشكلتي لكن الجامعة قامت بفصلي".
من جهة قانونية، أوضح المحامي خالد العمري ل"الوطن" أنه في حال تداخل طالب في لقاء مفتوح مع مدير جامعته فإنه يحق له أن يتحدث ويناقش مدير الجامعة في إطار الاقتراحات والتساؤلات دون نقد جارح، فيما يترتب على مدير الجامعة أيضا تحمل تساؤلات طلابه واعتبارهم أبناءه وتوجيهم التوجيه السليم عند الخطأ أو سلك الطرق الخاطئة. وأضاف المحامي العمري أنه إذا صدر قرار في فصل الطالب وقدم الطالب تظلما على ذلك، وأثبت عدم شرعية قرار الفصل فإن هذا القرار يعتبر من ناحية قانونية غير شرعي ويحق لصاحب الشأن الطلب برفع الضرر عنه كما يحق له الطلب برفع ما تعرض له من ضرر نفسي.
وكانت "الوطن" قد بعثت باستفساراتها عن بعض الأخبار والتقارير التي نشرت نهاية شهر ذو القعدة الماضي وكان من ضمنها استفسار عن قضية فصل الطالب المتحدث في اللقاء المفتوح، والتحقيق حيال موظفي البنود الذي طال مسؤولين في جامعة طيبة ولم ترد الجامعة على تلك الاستفسارات، إلا أنها ذيلت بيانها أمس بالقول إن ما ورد حول تواصل "الوطن" مع عميد شؤون الطلاب بالجامعة غير دقيق. والصحيفة تؤكد أنها حاولت التواصل مع عميد شؤون الطلاب الدكتور سليمان الخربوش طيلة 14 يوما، إلا أنه لم يرد على استفساراتنا.