وضع إعلان جماعة الإخوان المسلمين المصرية عن ترشيح نائب مرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر للرئاسة، مصداقية الجماعة على المحك أمام الرأي العام المصري بعد سلسلة من الوعود نكصوا عنها وفعلوا عكسها، ما فتح عليهم «أبواب جهنم» من قبل العلمانيين واليساريين الذين «رجموا» الجماعة واتهموا الإخوان «بالنكوص» عن العهود حيث سبق لمرشد الجماعة محمد بديع أن أعلن التزام الجماعة بعدم تقديم مرشح للرئاسة المصرية، وكرره أكثر من قيادة بالجماعة مثل نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان، وحتى خيرت الشاطر نفسه أعلن أكثر من مرة بأنه لن يترشح للرئاسة وأن الجماعة تبحث مع القوى السياسية عن مرشح توافقي من خارج الجماعة ومن خارج التيار الإسلامي، وتراجع الإخوان عن عدم الترشح للرئاسة مما فتح الباب للعلمانيين لاسترجاع مواقف الإخوان المتغيرة والتي يقول رموز الجماعة بأنها تفرض عليهم وأن مواقفهم تتغير من أجل مصلحة مصر !! ويواصل الإخوان التصريحات «الملتبسة» حتى بعد ترشيح الشاطر كما برز في تصريحات عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور حلمى الجزار، الذي كشف استعداد الجماعة لمراجعة موقفها من ترشيح الشاطر إذا أقال «العسكري» حكومة الجنزوري، فيما برر موقف الإخوان هذا التوجه بأن الجماعة فى حاجة ماسة إلى سلطة تنفيذية، تستطيع من خلالها تنفيذ قرارات البرلمان، وقال: «السلطة التنفيذية هى الحل».. فيما يبدو تطوير شعار الإخوان «الإسلام هو الحل». وفي تصريحات مناقضة تمامًا لما أدلى به «الجزّار» خرج الدكتور أحمد أبو بركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة لينفي نية الجماعة في التراجع عن ترشيح المهندس خيرت الشاطر، تحت أي ظرف حيث قال أبو بركة تعقيبًا على تصريحات الجزار: إنّ الوقت مضى ولم تعد هناك فرصة أو مساحة للتراجع، معتبرًا أن القرار تم اتخاذه بعد مفاوضات متعددة داخل الحزب والجماعة للوصول للقرار الصائب على كل المستويات. وأضاف: «رغم أن أي تنظيم سياسي يجب أن تكون لديه المرونة الكافية لتغيير القرار وفق متغيرات الواقع، إلا أن الظروف اختلفت الآن ولا يمكن التراجع لأن مساحة الحركة باتت محدودة للغاية والاتجاه يسير الآن نحو استكمال الأوراق المطلوبة لترشيح الشاطر». وما بين وصف الجماعة من قبل البعض بأنها وعدت وأخلفت، وقالت ولم تنفذ، وتحدثت ولم تذكر الحقيقة، وبين التناقض فى تصريحات قياديين بارزين، أحدهما في الجماعة، والآخر في «حزب الجماعة»، حول مدى جدية التراجع عن ترشيح الشاطر، يقول معارضوا الجماعة من العلمانيين: إن الشعار الإخواني تغير من «الإسلام هو الحل» إلى شعار «السلطة هي الحل» وهو عنوان الإخوان فى هذه المرحلة. ويقول الدكتور نبيل عبدالفتاح رئيس مركز الأهرام للدراسات التاريخية إن الجماعة خرجت على تعهدها بعدم ترشيح أحد أعضائها لرئاسة الجمهورية، كما سبق لها الحديث أيضًا عن خوضها سباق الانتخابات البرلمانية بنسبة 30%، وهو ما لم يحدث، مؤكدًا سقوط التفاهمات التي تمت بين المجلس العسكري والجماعة، بعدم ترشيح أي من أعضائها لرئاسة الجمهورية، مضيفاً أن الجماعة قامت باختيار أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور من أعضائها والعناصر المتعاطفة معها، وبالتالي تمت السيطرة على الدولة من جانب الإخوان. فيما قال رئيس وحدة الإسلام السياسي والتحول الديمقراطي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي: إن قرار ترشيح الإخوان لأحد أعضائها لانتخابات الرئاسية حق ديمقراطي لها، ولأي قوى سياسية أخرى، لكنه يعد تراجعًا عن موقفها السابق. وأضاف أن هذا التراجع للمرة الثانية، يعد الثاني بعد التعهدات التي أطلقتها، ولم تلتزم بها في الانتخابات البرلمانية ثم وعودها بالتوافق في تشكيل تأسيسية الدستور ثم كانت المغالبة التي أوقعت اللجنة والدستور في نفق ليس فيه سوى الظلام.