أثار إعلان جماعة الإخوان المسلمين الدفع بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام المستقيل ، لخوض سباق رئاسة الجمهورية قدرا واسعا من الجدل والاتهامات للجماعة بالتراجع عن موقفها الذي أعلنته مسبقا بأنها لن تدفع بمرشح من أعضائها للرئاسة . وقال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن ما دفع مجلس شورى الجماعة، والهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إلى ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، أن الحكومة لم تقم بدورها في هذه المرحلة، ما عرقل أداء مجلس الشعب وأدى إلى استمرار تمسك إدارة البلاد بحكومة غير مقنعة، لم تحقق إرادة الشعب المصري". جاء ذلك في كلمة لبديع على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد ساعات قليلة من إعلان الجماعة، وحزبها السياسي "الحرية والعدالة" الليلة قبل الماضية ترشيح "الشاطر" لمنصب رئيس الجمهورية، الأمر الذي تسبب في هجوم حاد على الجماعة من قبل عدد ليس بقليل من السياسيين والحزبيين، كما تسبب قرار الجماعة، في استقالة كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا. وكان بديع أعلن في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس شورى الجماعة الليلة قبل الماضية أن المهندس خيرت الشاطر تقدم باستقالته من عضوية الجماعة، وتم قبولها، وأن مجلس شورى الجماعة قرر التقدم بأوراق ترشيح الشاطر، إلى لجنة انتخابات رئاسة الجمهورية، بعد قبول استقالته من عضوية الجماعة. وقال إن الشاطر أرسل رسالة استقالة قال فيها "إنه لم يفكر بشغل أي منصب تنفيذي، إلا أنه يلتزم بقرار الجماعة والحزب، داعيًا الله أن يوفقه لخدمة جميع المصريين". كما أعلن الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مجلس شورى الجماعة قرر بالتنسيق مع المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية للتقدم والدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية. ودافع عن قرار الجماعة قائلا: إن الجماعة لن تسعى إلى سلطة من منطلق الوصول إلى منصب، لكن لتحقيق الغاية التي من أجلها نشأت وأرجع سبب تراجع الجماعة عن موقفها السابق بعدم الدفع بمرشح لعدة أسباب منها التعديات التي تعوق تشكيل حكومة تعبر عن الشعب، وكذلك التهديد بحل مجلسي الشعب والشورى المنتخبين لأول مرة بإرادة الشعب، وأيضا للدفع بأكثر من مرشح من بقايا النظام السابق كمحاولة لإنهاء الثورة. وقد أيد 56 عضوا بمجلس شورى الجماعة ترشيح الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة، من إجمالي عدد الحاضرين البالغ عددهم 108 أعضاء، بينما رفض 52 فكرة ترشيح الشاطر. وأعلن الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن الحزب اتخذ قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر في انتخابات رئاسة الجمهورية بناء على العديد من المتغيرات المتلاحقة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، وعلى استعداد لتحمل جميع تبعات القرار. وقال مرسي، إن 20 مليون مصري اشتركوا بالثورة وأسقطوا النظام الفاسد، ومنذ هذا التاريخ تتحقق ثورتنا شيئا فشيئا، موضحا أنه بعد الانتخابات البرلمانية بدا لنا أن المشهد لا يتجه في اتجاه الثورة، وأن هذا المسار لا يصل إلى منتهاه وهدفه، بل توجد محاولات مستميتة لمنع هذا المسار، ومنع الوصول إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي. على صعيد ردود الفعل على ترشيح الشاطر، نفى الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة ما تردد عن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنه مستمر في حملته لخوض الانتخابات الرئاسية. وكانت أنباء قد ترددت عن انسحاب العوا من سباق الرئاسة ودعمه لمرشح جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، الذي أعلنت الجماعة الدفع به في سباق الانتخابات الرئاسية مساء السبت. إلى ذلك، نفى مسئول عسكري نية نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان الترشح على منصب رئيس الجمهورية ، وقال المصدر في تصريح له أمس أن كل ما يقال حول دخوله في سباق الترشح مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وكانت بعض المواقع الإلكترونية والصحف المصرية نسبت إلى الفريق سامي عنان نيته في الترشح للرئاسة وهو ما نفاه المصدر جملة وتفصيلا. يذكر أن سباق الرئاسة في مصر بات على صفيح ساخن بعد أن بدأ العد التنازلي لتلقى أوراق الترشيح من مرشحي الرئاسة ودخول كل من الدكتور أيمن نور والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وأحمد شفيق وحازم صلاح أبو إسماعيل حلبة السباق. وتعد انتخابات الرئاسة المصرية المزمع إجراؤها في مايو القادم هي ثاني انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر بعد انتخابات 2005 وأول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير وتقام جولتها الأولى يومي 23 و24 مايو المقبل.