سأبدأ بمقولة الجمهور الأعضاء «انتخابات نادي أبها الأدبي لم تكن نزيهة.. لقد تحولت لنا كأعضاء جمعية عمومية إلى انتحابات» بسبب أنها مسرحية كنا نحن الأبطال والكومبارس والمخرجين والجمهور في نفس الوقت.. لقد جمعونا في عصر يوم الثلاثاء11/11/1432ه وامتد بنا الانتظار حتى بعد صلاة العشاء بسبب التأخير المقصود وخذلان التقنيات وسوء العرض. ووجوه الممثلين والجمهور تبتسم تارة وتتجهم تارة أخرى. لا يوجد أدنى شك أن الهدف من الانتخابات هو جعلها تبدو حقيقية ونزيهة وديمقراطية كي يتم حل المشكلة بأي طريقة مثل سلق البيض. إلا أن القائمين عليها أخذوها إلى مسار آخر، وهو تقديم المنافع الشخصية على غيرها!.. وهنا حصلت البلبلة التي لن تنتهي. القائمون عليها أبوا إلا أن يجعلوها انتخابات غير متكافئة من أجل أسباب أخرى تبدو لهم وجيهة. لقد جمعوا الأعضاء الثمانين بعد دفع كل عضو منهم 300 ريال إتاوة أديبة أو ثمنا ورسوم عضوية لا تسمن ولا تغني ولا تجعل العضو شريكًا في تلك التجربة الافتراضية الفاشلة!.. وهذا موضوع آخر يحمل معاناة أخرى للمسمين أعضاء الجمعية المصوتين الناخبين. غير أن هذه المسرحية لم تكن مسلية ولا مضحكة فقط بل إنها أضحت مقززة ومحل سخرية أيضًا فالمخرج وكاتبها والمشرف عليها هم الممثلون أيضًا والمخرجون لها والمؤلفون. لقد جعلوا الكومبارس بطلًا وعضوًا أساسيًا في مسرحية الانتخابات وهو ما تفاجأ به الأعضاء. نزعوا بذلك أدبياتها ورسالتها -أعني الانتخابات- فتذمر الجمهور منها كثيرًا ولم يصفقوا بحرارة كما هو الحال في المسرحيات الناجحة. إن ما يحزُّ في نفس كل عضو أن المسألة بانت وكأنها انتخابات حقيقة لا لبس فيها أو خداع. غير أن الدليل القاطع تلك الليلة هو ثقة العشرة المبشرين والموعودين بمجلس الإدارة. كانوا واثقين من أنفسهم وكأن الموضوع محسوم سلفًا ومسألة وقت لا أكثر. لم يتصنعوا الخوف من عدم الفوز والترشح ولم يتنبه المخرج إلى هذه النقطة لتنبيههم.. وهو ما كان من الأدلة التي ورطت المخرج! ما أعجبني في تلك الليلة هو الأداء الرائع للقائمين على سير الانتخابات.. لكل عضو هو في الأصل فائز بقرار الشلة العزيزة! أداءٌ أعُجِب به الجميع حتى كانت النتائج مرضية لهم. بحكم أن تسعة رهط قد احتكروا كل فعاليات النادي وهم بذلك زادوا من خيبة المسرحية! بعدما جمعوا طلاب علم ومعلمين وأكاديميين وموظفين ليس لهم علاقة بالأدب لا من قريب ولا من بعيد وهو الخطأ الفادح من ضمن أخطاء المشرعين لانتخابات الأندية الأدبية.. غير أن الأغلبية من أعضاء الجمعية كشفوا السر بعد أن طويت الصحف. فتقدموا بالطعون النظامية في الوقت المناسب. وعليهم أن يستمتعوا بعرض آخر لمسرحية أخرى اسمها التسويف والوعود والطعون لمن أراد أن يتقدم أو يتأخر. يبدو أن انتخابات النادي الأدبي في أبها لا تقبل الطعون حتى لو كانت الأغلبية هي الطاعنة في نزاهتها وسلامة الإجراء وأن كل الأمور والآليات الانتخابية وفق المعايير الدولية الحرة! إنها مسرحية هزلية ساخرة لكنها لم تعجب أغلبية الجمهور فخرج يلعن التجربة التي تمت وفق عقليات سطحية مؤدلجة لقرار سيادي واحد تحكمه العلاقات بين النخب.. نحن لا نحتاج انتخابات إذا كانت بهذا الشكل المؤسف إذ لا فرق بينها وبين من يتعين بالواسطة أو بقوة العلاقة أو بالتزكية! والنتيجة خمسون عضوًا تقريبًا يطالبون من وزارة الثقافة والإعلام بإعادة تلك الانتخابات. وهم أغلبية ونسبة تجاوزت نصف أعضاء الجمعية. حتى يستمتعوا بعرض أكثر واقعية على شرط تغيير المؤلف والمخرج وبعض من الجمهور!. * عضو الجمعية بنادي أبها الأدبي [email protected]