أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل في القاهرة أمس أن الموقف المتراخي والمتخاذل للدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة فيما يتعلق بالشأن السوري، منح النظام هناك رخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد شعبه دونما شفقة أو رحمة، في إشارة إلى «الفيتو» الروسي والصيني. وطالب سموه بفتح قنوات الإتصال مع ممثلي المعارضة السورية وتوفير كل سبل الدعم التي تمكنهم من معالجة أوضاعها. يأتي ذلك، فيما دعا وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الى ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا. جاء ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف. المبادرة عربية تنتظر التطبيق وقال الأمير سعود الفيصل في كلمته أمام الاجتماع: مرة أخرى نجتمع تحت سقف بيت العرب وجزء عزيز من أسرتنا العربية في سوريا ما زال يتعرّض لألوان القمع والترهيب وأساليب القهر والتنكيل وهو يواجه آلة عسكرية لا يبدو أنها أخذت كفايتها بعد من حصد أرواح الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا. وأضاف: مما هو مدعاة للأسى والأسف أن جميع المحاولات التي جرى بذلها لحل الأزمة في إطارها العربي لم تجد سبيلا بسبب تعنت النظام السوري وصلفه وتجاهله كل النداءات وفق ذلك مطالب شعبه المشروعة ومما يحز في النفس أن بعضاً ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الأزمة في سوريا اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها أمام مجلس الأمن لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه أنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في أنحاء مختلفة من سوريا. إن هذا الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة فيما يتعلق بالشأن السوري قد منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب السوري دونما شفقة أو رحمة. وتابع: إن الزيادة بشكل رهيب في أرقام القتلى والمصابين في إدلب وحمص وعلى نحو خاص بابا عمرو وحتى دمشق وحلب منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل بشكل صارخ على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار الذي كان يمكن أن يساعد على حقن الدماء وإنقاذ الأرواح وحينما انعقد مؤتمر «أصدقاء سوريا» مؤخرا في تونس لاحظنا أن هناك توجهًا للتركيز على الجوانب الإنسانية والمساعدات في ظل واقع مرير يحول دون الاستفادة من هذه المساعدات وأي شكل من أشكال الإغاثة ما لم يتم تهيئة الأرضية لذلك. ومضى قائلا: لقد بلغ الوضع في سوريا حدوداً تحتم علينا التحرك بسرعة وجدية وعلى النحو الذي يعطى للشعب السوري بصيصا من الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوما بعد يوم ولا ينبغي علينا الاستمرار في إصدار قرارات جوفاء أو مواقف متخاذلة في سياق تعاطينا مع هذه الكارثة الإنسانية فهناك مبادرة عربية للحل لازالت تنتظر التطبيق وهناك قرارات لاحقة لمجلسنا مازالت قيد التنفيذ العملي. إننا نرى في حضور سيرجي لافروف ما ينبئ عن اهتمام روسيا بالوضع في سوريا ونرحب به الآن في اجتماعنا غير أننا نتمنى لو أن هذا الإهتمام تتم ترجمته على النحو الذي يذكرنا بمواقف روسيا الإتحادية المناصرة للقضايا العربية التي كانت دائما محل تقدير شعوبنا ولانرى سبيلا لذلك الا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سوريا، والمعروف أن أهم عناصر موقف الجامعة العربية تتمثل في الوقف الفوري لكل أعمال العنف والإبادة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه والتأكيد على ضرورة الإلتزام بتطبيق جميع الإجراءات والتدابير الواردة في قرار مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية بتاريخ 12/ 2 / 2012م أضف إلى ذلك أهمية فتح كافة قنوات الإتصال مع ممثلي المعارضة السورية وتوفير كل سبل الدعم التي تمكن المعارضة من معالجة أوضاعها. كما أنه من الأهمية بمكان ضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لمستحقيها وكذلك دعوة كافة الوكالات والمنظمات الإنسانية الدولية للإسهام في هذا الأمر. وأشار إلى أن السعودية تتمنى لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان التوفيق في مهمته لتهيئة السبل الكفيلة بتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري المنكوب ، ومن الضروري أن لايقتصر تفويض الأمين العام للأمم المتحدة على الجانب الإنساني فقط بل أن تمنح له صلاحية معالجة الموضوع السوري من جميع جوانبه الأمنية والإنسانية. وأضاف: إن الجهات التي مازالت تتخذ مواقف من شأنها تعطيل أي تحرك عربي أو دولي ستتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في سوريا إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لأمن ومصالح الشعب السوري. الأسد يلتقي أنان إلى ذلك، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أمس ان اللقاء الذي يجمع الرئيس السوري بشار الاسد بالموفد الدولي الخاص كوفي انان تسوده «أجواء ايجابية». وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل ان «اجواء ايجابية تسود لقاء الرئيس الاسد مع كوفي أنان مبعوث الامين العام للامم المتحدة». وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) افادت صباح امس ان «الرئيس بشار الاسد يلتقي كوفي انان مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى سوريا»، من دون اي تفصيل اضافي. وكان كوفي أنان حدّد الخطوط العريضة لمهمته وتكمن في السعي الى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي اسفرت عن مقتل اكثر من 8 الاف شخص في سوريا والعمل على «ادخال المساعدة الانسانية» و»ايجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد». ادلب تتعرض لقصف وصف ب»الأعنف» على الصعيد الميداني، تعرّضت مدينة ادلب (شمال غرب) لقصف هو الاعنف منذ تشديد الحصار على المدينة قبل ايام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وجاء في بيان للمرصد السوري «قتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي على الاقل اثر استهداف مجموعة منشقة لاربع ناقلات جند مدرعة حاولت اقتحام احياء في مدينة ادلب». واضاف ان القصف المستمر على المدينة منذ الصباح تسبب ايضا باصابة 20 شخصا بجروح «بعضهم في حالة خطرة». وذكر المرصد ان «القصف على المدينة يترافق مع تحليق لطائرات مروحية». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» «انه القصف الاعنف على المدينة منذ ارسال تعزيزات الى ادلب هذا الاسبوع، ويمهد لاقتحام». واوضح ان «القصف يطال احياء عدة، وهناك اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على احياء القصور والضبيط والحارة الشمالية». وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من ادلب ان «القصف عنيف وعنيف جدا». واشار الى ان القوات النظامية «تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة»، معتبرا ان «العملية تهدف لاخضاع المنطقة». وجاء في صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011 على موقع «فيسبوك» الالكتروني ان القصف على المدينة يترافق مع «اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وكتائب الأسد». وفي شريط فيديو نشر على الصفحة امس السبت، تسمع اصوات انفجارات القذائف في مناطق عدة من المدينة وتتصاعد على اثرها اعمدة الدخان الابيض من امكنة عدة تدور الكاميرا عليها. وفي جبل الزاوية في المحافظة ذاتها، قتل مواطن في بلدة كفرنبل اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات السورية النظامية، بحسب المرصد الذي كان أشار في بيان سابق الى «حملة مداهمات واعتقالات في كفرنبل بحثا عن مطلوبين اسفرت عن اعتقال سبعة اشخاص من عائلة واحدة بينهم فتيان».