مع ازدياد وتيرة عنف النظام السوري على مواطنيه وأعمال آلة القتل والتعذيب ومحاصرة المدن وتدمير المباني فوق رؤوس ساكنيها يزداد الرفض الدولي لهكذا تصرفات لا يقبلها العقلاء ولا تتماشى مع الدين الإسلامى وحقوق الإنسان. ولعل مشاهد التدمير والحرق وترويع الأطفال والنساء والشيوخ في المدن التي خرجت عن طوع بشار الأسد تقف شاهدةً على حجم الجريمة التى لا تزال دمشق تمارسها بدمٍ باردٍ وهو ما جعل المبعوثة الدولية للشؤون الإنسانية «اموس» تعرب عن مدى فظاعة ما جرى للسوريين من قبل جيش بشار. والآن تصطف بعض مكونات المجتمع الدولي- وللأسف- دولة كبرى مثل روسيا خلف دمشق تساند عدوانها وانتهاكها لحقوق الإنسان وجرائمها التي وصلت إلى درجة الإبادة وضد من؟ ضد شعبها فكيف ترى موسكو المشهد؟ وبأي مقياس تحكم؟ ولماذا لا تقف مع الحق والعدل بدلاً من استخدام الفيتو الذي يقوي شوكة الأسد ويعينه في ظلمه وعدوانه وسفكه للدماء، ثم لماذا تصدّر له الأسلحة الفتاكة التي يهد بها الآن المدن ويقصف بها المظاهرات السلمية ويذبح الأبرياء دونما خجل أو حياء. والسؤال متى تصحو موسكو وتلتزم بالمواثيق الدولية وبحقوق الإنسان وتدعم حق الشعب السوري في التخلص من نظام قمعي جلب لهم المآسي وقوض سلام وأمن المجتمع وحاول رهنهم لأجندات وقوى خارجية لا تريد الخير لسوريا بلدًا وشعبًا. إن صم الآذان عمَّا يجري في سوريا ومساواة القاتل بالقتيل يشكك في العدالة الدولية ونزاهتها، كما أن التلكؤ في حسم دمشق قد ضيّع حقوق السوريين المشروعة؛ لذا يجب إفهاماها بحزم أن الأوان قد حان لكى تكف عن جرائمها وأنها معرضة للعقوبات ولن تفلت من العدالة الدولية، كما يجب تشديد العقوبات عليها بما لا يضر بالشعب الصابر هناك والتوسع في دعم المكونات المعارضة لكي تكسر شوكة نظام الأسد وترجع سوريا حرة كريمة.