كانت الأغنية السعودية وعصرها الذهبي الحديث تبحث عن كتابة أغنية وشعراء تتناسب مع تطوير المرحلة.. وهي ابتداء من نهاية الثمانينيات أو قبلها بقليل.. وهذه المرحلة بشكل أوضح مرحلة ازدهار الأغنية السعودية وتطورها لتناسب جيلا جديدا وزمنا جديدا بعيداً عن التقليدية المعتادة قبل ظهور طلال مداح على الساحة.. ومثل الأغنية الحديثة والجيل الجديد من السمعية طلال مداح ومحمد عبده أو من كان في مرحلة طلال وفوزي محسون ومحمد سندي وغيرهم، وكان جيل طلال من الفنانين يبحثون عن كلمات جديدة وأفكار جديدة تمثل جيلهم الفني ومرحلة مستمعيهم لأن مواهب ذلك الجيل يمثلون مواهب عالية وجميلة في الصوت والأداء وفن الأغنية الطربية. وكانت الساحة لا تقبل الفنان غير المكتمل العناصر ولهذا كان حظ جيل طلال قدرات في كتابة الأغنية ويمثلون أفكارا جديدة ومنهم الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن ومحمد فهد العيسى وفالح والشاعر المشتاق والكلمات الحجازية إبراهيم خفاجي وثريا قابل وصالح جلال وغير هؤلاء الذين ذكرنا الكثير من كتّاب وشعراء الأغنية الحديثة.. وقدم بدر بن عبدالمحسن في ذلك الزمن مرحلة جميلة ومتطورة وحديثة بالاضافة إلى الأمير خالد الفيصل.. وكانت الأغنية الحديثة الحجازية أو بمعنى أصح الكلمة الغنائية الحجازية فارسها شاعرنا ابراهيم خفاجي الذي كُرم مؤخراً في مهرجان الجنادرية، ولم يقتصر دور الخفاجي على الأغنية الحجازية وكلماتها، بل تعدى ذلك إلى التطوير وتشكيل كتابتها بشكل مختلف متعدد الصور في الأغنية لتناسب أذواقا مختلفة من الناس وهذه تتطلب مهارة ومواهب غير عادية، إلا أن الخفاجي نجح في تقريب المطربين إلى خطب ود كلماته وأولهم وأكثرهم فناننا الكبير محمد عبده وبالمناسبة أيضًا الخفاجي نجح في كتابة الأغنية الوصفية بشكل طربي جميل وقد نجحت كثيرًا هذه النوعية من الكتابة ك "مثل صبيا في الغواني" و"مرنى عند الغروب" وهاتان الأغنيتان عندما تعرّف على محمد عبده وكان موظفاً في الزراعة في مدينة جيزان. وكان الخفاجي يأتي إليه المطربون وأهل الفن في مكةالمكرمة وكان هو الداعم للكثير من المبتدئين ومنهم محمد عبده.