أكد الشاعر إبراهيم خفاجي أن تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزير بمناسبة اختياره الشخصية الثقافية المكرمة بالجنادرية هذا العام، يجسّد اهتمام ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله بالأدب والأدباء، معربًا في حوار ل «المدينة» أنه أسعد الناس اليوم بمناسبة هذا التكريم، وأنه يعيش أسعد اللحظات، وقال إنني أحمل شعورًا مخالفًا عن أي إنسان لهذه اللفتة الإنسانية الكريمة، منوهًا بالموقف التضامني لخادم الحرمين الشريفين في إلغاء الأبريت وحفل العرضة تقديرًا للأوضاع السياسية التي تشهدها العديد من البلاد العربية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه الجنادرية في الحراك الثقافي بما تقدمه من ندوات ومحاضرات وتراث شعبي.. * بداية نقدم لكم التهاني بمناسبة اختياركم الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام، كيف تنظرون إلى هذا التكريم من قبل خادم الحرمين الشريفين؟. - أولًا أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل ثم أبادلكم الشكر بالشكر الجزيل ولكل من وضع الثقة لهذا الاختيار ولهذا الترشيح لشخصي الضعيف.. فشكرًا لكم على هذه التهنئة. وأضاف: هذا التكريم من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يحمل شعورًا مختلفًا عن شعور أي إنسان، شعور كله فرحة ونشوة لهذه المفاجأة السعيدة لي والتي أعجز عن الشكر فيها أولاً لمقام خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيرًا على هذه اللفتة الإنسانية ولهذا التكريم الغير مستغرب إطلاقًا من ولاة أمر هذه البلاد وفقهم الله، كما أتقدم بشكر خاص لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله والذي لا يسعني إلا أن أقدم له كل الشكر من عميق قلبي بعد شكر الله سبحانه وتعالى على دعمه لهذا المهرجان وبذله كل مجهود من أجل إنجاحه. * بكل تأكيد «يا عم إبراهيم» كانت لك قصيدة أو كلمة قدمتها بهذه المناسبة أمام خادم الحرمين؟. - بكل تأكيد فأنا قبل كل شيء كما ذكرت لك سابقًا أشعر بالغبطة والسرور وقد كتبت بالفعل قصيدة أقول من ضمنها: «الحمد لله مولى الخير والنعم والشكر لله معبودي ومعتصمي قف بالرياض.. رياض العز والكرم ورتل الشعر بالأمثال والحكم».. وهي قصيدة طويلة نوعًا ما وقد ترجمت فيها عن شيء مما تختزنه عواطفي على قدر استطاعتي الشعرية المتواضعة. * لمسة الوفاء التي يقدمها مهرجان الجنادرية في كل عام لأحد الأدباء المثقفين، كيف يراها فارس الجنادرية لهذا العام «إبراهيم خفاجي»؟. - هذه الفتة الإنسانية وهذا الوفاء الكبير يُعتبر من الآمال والأماني التي يتطلع لها كل إنسان، وهي تمثل تقدير ومحبة من ملك عظيم لشعبه، وتعتبر من ضمن المكرمات وهي وسام فخر وعز لكل من قدم لهذه البلاد خدمات جليلة.. وقد لا أكون ممن يستحق هذا التكريم لأن ما قدمته أرى بأنه قليل جداً في حق الوطن، وفي حق ولاة الأمر حفظهم الله وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم لما فيه صلاح الأمة. * وماذا عن مساهمة الجنادرية في الحراك الثقافي السعودي بما تقدمه من ندوات وأمسيات وتراث، كيف ينظر إليها إبراهيم خفاجي، وما هو تقييمك لها؟. - وجود تظاهرة ثقافية باسم المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» يعني إعادة الأمجاد السابقة والاحتفاء بالتراث القديم الذي عاصرته البلاد العربية وهذا الأمر يحتاج إلى تقديمه وتنشيطه كونه شاهد عصر لتطور الحركة الثقافية في المملكة وهو ما أقدمت عليه رئاسة الحرس الوطني في هذا المهرجان «الجنادرية». * أنت كشاعر ماذا يمثل لك هذا المهرجان، وماذا تحمل ذاكرة العم إبراهيم خفاجي من ذكريات لهذا العرس الثقافي الجنادرية؟. - منذ أن بدأ مهرجان الجنادرية وأنا أحظى ولله الحمد بشرف الحضور له.. كما تشرفت بكتابة الأوبريت الحادي عشر للجنادرية، ودائماً أتشرف بوجودي في الجنادرية، وكنت ولازلت أعتز بشيء اسمه جنادرية، فأنا جنادري بطبعي وتنفسي ودمي، وأعتبر الجنادرية نقلة عظيمة جدًا بما تمثله من توثيق واحتفاء بالتراث والثقافة والأدب، فكل هذه الأمور قد أوجدتها الجنادرية إضافة إلى ما تحظى به من حضور وتشريف لمقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وسمو ولي العهد الأمين وعدد كبير من أصحاب السمو الأمراء ومسؤولي الدولة وهو ما يؤكد مدى اهتمام ولاة الأمر بالتراث وبالأدب والأدباء. * «عرايس المملكة» كان عنوانًا للأوبريت 11 وقد جاء هذا كأحد أجمل الأوبريتات التي كُتبت في الجنادرية، ماذا عن هذا الأوبريت وأنت كاتبه؟. - أولاً يجب أن يعرف الجميع أن كافة الأعمال في الجنادرية مدروسة ولا تقوم بشكل ارتجالي.. فالتحضير للجنادرية وخاصة للأوبريت دائمًا ما يكون بشكل مبكر وكافة الأمور في الجنادرية صغيرة كانت أم كبيرة هي تدار بعد دراسة متأنية واستيعاب لكل الاحتياجات لها الآنية والمستقبلية، ومن هذا المنطلق فإن الجنادرية سيذكر لها التاريخ الشيء الكثير عندما تذكر أسواق العرب الثقافية، لأن الجنادرية تمثل واقعًا حقيقيًَا للتظاهرة الثقافية المتنوعة والتي يمثل الأوبريت أحد مظاهرها. * أستاذ إبراهيم.. هل لازلت متابع للساحة الشعرية اليوم؟. - بكل تفاصيلها.. كيف لا أتابع وأنا إنسان هوايتي الشعر. * ومن يعجبك من الشعراء اليوم؟. - لا أستطيع تقييم الشعراء لأن التقييم في الغالب غير صحيح، إنما أقدم التحية لكل الناس التي قدمت كلمة جملة للشعر، سواء كان ممن قدم الشعر المقفى والموزون وهؤلاء أساتذتنا، أو من قدموا الشعر النبطي وهؤلاء أهلنا وعشيرتنا، أومن قدم الشعر الغنائي الذي أعتبره تصويرًا لمشاعر الناس بما فيها من مشاركات وجدانية في أفراحهم وأتراحهم أوفي كل مناسباتهم، لأن الشعر الغنائي شعور صادق قبل كل شيء، وأنا هنا لا أفضل لونًا على آخر، ولكن أذكر من الشعراء الذين أعتز بهم أولًا سمو المغفور له بإذن الله الأمير عبدالله الفيصل وصاحب السمو الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن وغيرهم ممن يحملون في كلماتهم مشاعر جميلة تجاه حضارة الأغنية السعودية التي بلغت شأناً عظيمًا على مستوى العالم.. فقد أصبحت الأغنية اليوم والحمد لله تمثل حضارة للمجتمع.. بعد أن كانت محلية وتعيش بدون صوت. * هل يرى العم إبراهيم خفاجي صورته في أحد الشعراء الشباب.. بمعنى من هو خليفة إبراهيم خفاجي؟. - خليفة إيه.. أنا لا أتواضع ولا أتعالى.. فكلمة خليفة لا مكان لها في قاموسي.. أنا دائمًا أسمع للشعراء الشباب وأعتقد بوجود طفرة وطفرة جميلة جداً لهؤلاء الشباب بخلاف الناس المتشائمين الذين يقدحون الشباب، وأنا حقيقة أتنبأ بوجود شعراء جيدين، وكما ذكرت في حديثي فأنا بطبعي لا أحب أن أقيم أحدًا، وأنا أحد من يستهويهم الشعر ولا يهمه من قائله، ولا أستطيع أن أضع نفسي في هذا الموقف وأقول فلان خليفة لي «إيش خليفة.. وخليفة إيه.. اللي تقول عليه». * سؤالنا ياعم إبراهيم بمعنى آخر هل ترى صورتك في أحد الشعراء الشباب حتى لو بشكل متقارب؟. - شوف «يا ولدي» أنا فتحت منهجًا في طريقة كتابة الأغنية.. فقد كانت كتابة الأغنية في السابق تُكتب في الغالب على وزن: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن، فخرجت أنا من هذا الوضع وأعطيت عالم الأغنية خروج، والحمد لله أعجبت الناس بالطريقة الجديدة في كتابة الأغنية، وأنا أعتقد كل الناس اللي بتكتب بتبدع وبتجدّد. * وأين هو الآن إبراهيم خفاجي الشاعر العملاق والاسم اللامع؟. - يا سيدي شكراً على التقدير وأنا لا شاعر ولا عملاق ولا شيء.. أنا إنسان قدمت بكل تواضع خدمات ضئيلة بالنسبة للواجب الإنساني لبلدي ولمليكي ولحكومتي والحمد لله على ما نعيش فيه من نعمة الأمن والأمان وهذا العهد الزاهر الذي نعيش فيه بفضل الله ثم بفضل هذه الحكومة الرشيدة، خاصة إذا رأينا الفتن والحروب التي تحيط بنا من كل مكان والمآسي والمجاعات وبحمد الله نحن نعيش في أحسن خير والله يختص برحمته من يشاء، وكما يقول رسول الله عليه أفضل الصلوات والسلام «كما تكونوا يولى عليكم».. ونشكر الله على أن ولى علينا ولاة أمر نسأله تعالى أن يديمهم علينا. * وكيف ترون التوجيه الكريم بإلغاء أوبريت الجنادرية لهذا العام من قبل مقام خادم الحرمين تضامناً من ما يمر به الأخوة الأشقاء في سوريا واليمن وليبيا ومصر وغيرها من البلاد التي تعيش حالات اضطراب؟. - هذه لفتة أبوية إنسانية عالمية حانية من رجل كريم وشهم يشعر ويحس ويتألم لألم كافة الشعوب المظلومة.. وهذا يؤكد أن المملكة العربية السعودية وقيادتها ليستا بعيدة عما يتألم منه الناس وهذا الشعور ليس بمستغرب من خادم الحرمين الشريفين ومن قائد للأمة الإسلامية ليس اليوم بل على مر الزمان فإن المملكة تقف مع سائر الناس وتمد لهم يد العون والمساعدة وفي كل مناسبة إنسانية وعالمية وذلك تأكيداً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم « المسلم أخو المسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» أو كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا ليس بمستغرب. * كشاعر للسلام الملكي السعودي.. بماذا يشعر إبراهيم خفاجي وهو يستمع لهذا النشيد الذي يردده يوميًا آلاف الطلاب في طابور الصباح، وعبر الإذاعات ووسائل الإعلام المختلفة، وفي كل المناسبات الوطنية؟. - لقد أودع لي الله سبحانه وتعالى هذا الشعور العظيم الذي يشعرني بكل فرح وبكل النشوة والسرور، وهذا الفرح أشعر به في وسط جسمي وداخل بدني ويجري في كياني وأعتز به أنا وأولادي الذين يعتزون به أيضًا.