قرار حكيم وفي وقته أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أيام بإلغاء الأوبريت الغنائي لمهرجان الجنادرية لهذا العام تضامنًا مع شعوبنا العربية وما تمر به الكثير من البلدان العربية وبالذات في سوريا ومصر وليبيا وتونس واليمن. هذا القرار ليس بغريب على قائد عربي معروفة عنه مواقفه العربية الأصيلة وهي مواقف أفعال وأقوال يشهد بها التاريخ، ورغم أن بلادنا الحبيبة تعيش هذه الأيام -ولله الحمد- أزهى عصورها من تطور وازدهار واستقرار وأمن وأمان، إلا أن قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين -كعادته- يشعر بما يشعر به أشقاؤه وأبناؤه العرب، فقد أرتأى الملك القائد بنظرته الثاقبة أن الاحتفال وسط هذه الأجواء العربية ليس له داع، فما يشعر به العرب نشعر به نحن أيضًا، وما يكدّر خاطرهم هو أيضًا يكدّر خاطرنا، ولهذا جاء قرار الملك بإلغاء الأوبريت الغنائي. شكرًا للقائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا الشعور الوطني العربي الذي يسكن أعماقه ويجسّد مدى إحساسه بإخوانه وأشقائه العرب وهو أمر ليس بمستغرب عنه يحفظه الله. * * * كان الأوبريت الغنائي الوطني للجنادرية هذا العام هو الأول من نوعه، فقد تمت كتابته من خلال شاعرتين في أول تجربة نسائية لخوض كتابة هذا الأوبريت الوطني السنوي. كانت بالفعل خطوة جديدة، وإذ صدر الآن القرار الملكي بإلغائه هذا العام، فإن تأجيله إلى العام المقبل هو خطوة أراها مناسبة حتى لا تضيع جهود من قاموا عليه، ومن أجل أن تبقى فكرة التجربة النسائية واقعًا، ويمكن الإضافة عليه إذا أستجدّت أي أمور أو إذا تطلب الأمر. * * * وجاء تجاوب فنانينا مع التوجيه الملكي بإلغاء أوبريت الجنادرية لهذا العام، رائعًا ويجسّد وعي فنانينا بأهمية الحدث، وما قرار عدد من الفنانين بتأجيل طرح ألبوماتهم الغنائية وعدم تقديم أي نشاطات فنية في الفترة الحالية إلا تجاوب إيجابي منهم، فطالما الملك القائد ارتأى بنظرته الثاقبة عدم جدوى مثل هذه الاحتفالات والمناسبات، فيجب على الجميع السير على خطاه. * * * تكريم مبدعنا الكبير الأستاذ إبراهيم خفاجي اليوم في الجنادرية هو تكريم للثقافة والفن والأدب ممثلاً في هذه القامة الكبيرة التي تستحق التكريم والتقدير.. والحقيقة أن مشوار الأستاذ الخفاجي وعطاءاته كلها أمور أحتاج إلى مساحات كبيرة، ولكن الجنادرية اختزلت هذه المساحات، وأعطت أستاذنا الكبير ما يستحقه، فتكريمه هو تكريم لكل أهل الفن والثقافة والإبداع والأدب والشعر في بلادنا.. تستاهل دائمًا يا مبدعنا الكبير إبراهيم خفاجي. إحساس تصدّق.. والا أحلف لك عجزت بلساني أوصف لك نعيم الحب في وصلك وأنت كريم من أصلك وشوف.. قلبي على يدي وهوّ.. أغلى ما عندي وتبغي زيادة في حبك أجيب لك قلبي تاني منين!