أوصى المشاركون في مؤتمر «التعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة» الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة ونظمته جامعة طيبة بتفعيل جهود الدول العربية المبذولة لإنشاء الجامعات الإلكترونية، وتوسيع اهتمامها بالتعليم الشبكي في إطار التعليم المستمر، ودعوة كليات التربية في المملكة العربية السعودية والوطن العربي إلى تضمين برامجها موجهات تخدم التعليم المستمر مدى الحياة، ودعوة الجامعات السعودية إلى تأسيس برامج دراسات عليا لتكوين المتخصصين في مجال التعليم المستمر على مستوى الماجستير والدكتوراة، ودعم مؤسسات إنتاج المعرفة ووحداتها من خلال تحفيز البحث العلمي، ومجالات الإبداع والتميز للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وكان المشاركون في مؤتمر «التعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة» قد رفعوا شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على جهودهما في الموافقة على عقد المؤتمر، ودفع عجلة تطور التعليم العالي، تربويون ومتخصصون شارك في المؤتمر نخبة متميزة من التربويين والمتخصصين في مجالات التعليم المستمر من أبرز الجامعات العربية والعالمية، وتميز المؤتمر بتنوع الأوراق العلمية التي قُدمت خلال جلساته التي طُرح فيها (85) بحثًا وورقة عمل من ثلاث عشرة دولة، وأربعين جامعة، إضافة إلى عقد عدد من حلقات النقاش والتركيز التي أثرت فعاليات المؤتمر. وعالجت الأبحاث وأوراق العمل المقدمة القضايا المتعلقة بالتعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة، حيث توزعت على محاور المؤتمر الستة المتمثلة في: التعليم المستمر في مجتمع المعرفة: أسسه وأهدافه وخصائصه، التعليم المستمر: مؤسساته وأنماطه في مجتمع المعرفة، التعليم المستمر والحوار الوطني والأمن الفكري، تقنية المعلومات والاتصال والإعلام ودورها في التعليم المستمر، جودة مؤسسات التعليم العالي والتعليم المستمر، وخبرات وتجارب عربية وعالمية في التعليم المستمر. وقد انبثق عن الأبحاث وأوراق العمل المقدمة والمناقشات العلمية عددٌ من التوصيات في خمسة محاور. الجامعات الإلكترونية ففي محور الجامعات بتكثيف الدورات التدريبية من أجل إكساب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات مهارات تقنية المعلومات، ودعوة الجامعات والمؤسسات البحثية إلى توجيه الاهتمام نحو دراسة إسهامات برامج تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعوة وزارة التربية والتعليم إلى تعزيز مجهوداتها في تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية والتنسيق مع الجامعات في مجال البحث العلمي في هذا المجال. تقنية المعلومات وفي محور برامج التعليم المستمر أكد المشاركون على ضرورة تطوير البُنى التحتية في تقنيات المعلومات والاتصال اللازمة لتنفيذ برامج التعليم المستمر في مختلف المؤسسات التربوية سعيًا إلى تحقيق المجتمع الشبكي المعلم المتعلم، وتكوين شبكة للمؤسسات العاملة في ميادين التعليم المستمر لتطوير هذا النوع من التعليم وتوسيع دائرته، والتكامل فيما بينهما، ودمج تقنية المعلومات والاتصالات في مناهج التعليم والتعلم المستمر في جميع المراحل، ودعوة وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للعمل على تحديد معايير ومؤشرات وطنية لمواصفات برامج التعليم المستمر المراد تأصيلها في الدارسين، وبما يحقق متطلبات مجتمع المعرفة بناءً على الرؤى المعاصرة في هذا المجال، ودعوة الجهات المعنية إلى وضع برامج لضمان جودة برامج التعليم المستمر تمهيدًا لاعتماد مؤسساتها وبرامجها والشهادات . ثقافة التعليم وفي محور الشراكة المجتمعية نادى المشاركون بأهمية السعي في نشر ثقافة التعليم المستمر في المجتمع، وتبني مبادئه وتطبيقاته على مستوى مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وحث المؤسسات المجتمعية لدعم وتمويل برامج التعليم المستمر وإنشاء صناديق داعمة لهذه البرامج والمشاركين فيها، وتوجيه عناية خاصة لاستيعاب مختلف الشرائح المجتمعية الأكثر احتياجًا ضمن برامج التعليم المستمر. وفي محور الكوادر البشرية أشار المشاركون إلى السعي لإنشاء هيئة مستقلة للتعليم المستمر ومنح التراخيص وتجديدها لمختلف التخصصات، وتفعيل مشروعات الرتب المهنية للمعلمين ومن في حكمهم من المهنيين، ورخصهم في وزارة التربية والتعليم والأجهزة الأخرى وعقد دورات تدريبية لبناء القدرات للكوادر البشرية العالمة في مجال التعليم المستمر، والتأكيد على أهمية عقد مؤتمر كل سنتين حول التطور في الأبعاد المختلفة للتعليم المستمر ودعوة الكوادر المعنية والمتخصصة للمشاركة في فعالياته في رحاب جامعة طيبة بالمدينةالمنورة.