كشف مؤتمر «التعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة» الذي انتهت أعماله في جامعة طيبة أمس، حزمة من التوصيات التي صاغ أولوياتها نخبة من التربويين والمتخصصين في مجالات التعليم المستمر من طريق ما يقارب 40 جامعة عربية وعالمية، وقدمت خلال جلسات «المؤتمر» نحو 85 بحثاً وورقة عمل، إضافة إلى عقد عدد من حلقات النقاش والتركيز التي أثرت فعاليات المؤتمر. وعالجت الأبحاث وأوراق العمل المقدمة القضايا المتعلقة بالتعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة، إذ توزعت محاور المؤتمر على التعليم المستمر في مجتمع المعرفة من ناحية الأسس والأهداف والخصائص، إضافة إلى مؤسساته وأنماطه، وأثره على الحوار الوطني والأمن الفكري، خلافاً لتقنية المعلومات والاتصال والإعلام ودورها في التعليم المستمر من جانب بيوت الخبرة وجودتها. وأوصى المؤتمر بتفعيل جهود الدول العربية المبذولة لإنشاء الجامعات الإلكترونية، وتوسيع اهتمامها بالتعليم الشبكي في إطار التعليم المستمر، ودعوة كليات التربية في المملكة والوطن العربي إلى تضمين برامجها موجهات تخدم التعليم المستمر مدى الحياة، ودعوة الجامعات السعودية إلى تأسيس برامج دراسات عليا لتكوين المتخصصين في مجال التعليم المستمر على مستوى الماجستير والدكتوراه، ودعم مؤسسات إنتاج المعرفة ووحداتها من خلال تحفيز البحث العلمي، ومجالات الإبداع والتميز للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وجاء في التوصيات ضرورة تكثيف الدورات التدريبية من أجل إكساب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات مهارات تقنية المعلومات، ودعوة الجامعات والمؤسسات البحثية إلى توجيه الاهتمام نحو درس إسهامات برامج تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعوة وزارة التربية والتعليم إلى تعزيز مجهوداتها في تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية والتنسيق مع الجامعات في مجال البحث العلمي في هذا المجال. واتفق المشاركون في توصياتهم على أهمية تطوير البُنى التحتية في تقنيات المعلومات والاتصال اللازمة لتنفيذ برامج التعليم المستمر في مختلف المؤسسات التربوية سعياً إلى تحقيق المجتمع الشبكي المعلم المتعلم، وتكوين شبكة للمؤسسات العاملة في ميادين التعليم المستمر لتطوير هذا النوع من التعليم وتوسيع دائرته، والتكامل في ما بينهما، ودمج تقنية المعلومات والاتصالات في مناهج التعليم والتعلم المستمر في جميع المراحل، ودعوة وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للعمل على تحديد معايير ومؤشرات وطنية لمواصفات برامج التعليم المستمر المراد تأصيلها في الدارسين، وبما يحقق متطلبات مجتمع المعرفة بناءً على الرؤى المعاصرة في هذا المجال. ودعا المؤتمر في توصياته إلى وضع برامج لضمان جودة برامج التعليم المستمر بمختلف أشكالها، تمهيداً لاعتماد مؤسساتها وبرامجها والشهادات التي تمنحها، وإعداد سياسة وطنية وتشريعات رسمية للتعليم المستمر من جانب الجهات المسؤولة عن التعليم المستمر في وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم. ونادى المشاركون بأهمية السعي في نشر ثقافة التعليم المستمر في المجتمع، وتبني مبادئه وتطبيقاته على مستوى مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وحث المؤسسات المجتمعية لدعم وتمويل برامج التعليم المستمر وإنشاء صناديق داعمة لهذه البرامج والمشاركين فيها، وتوجيه عناية خاصة لاستيعاب مختلف الشرائح المجتمعية الأكثر حاجة ضمن برامج التعليم المستمر. وفي محور الكوادر البشرية أشار المشاركون إلى أهمية السعي لإنشاء هيئة مستقلة للتعليم المستمر ومنح التراخيص وتجديدها لمختلف التخصصات، وتفعيل مشاريع الرتب المهنية للمعلمين ومن في حكمهم من المهنيين، ورخصهم في وزارة التربية والتعليم والأجهزة الأخرى في إطار برامج التعليم المستمر، وعقد دورات تدريبية لبناء القدرات للكوادر البشرية العالمة في مجال التعليم المستمر، والتأكيد على أهمية عقد مؤتمر كل سنتين حول التطور في الأبعاد المختلفة للتعليم المستمر ودعوة الكوادر المعنية والمتخصصة للمشاركة في فعالياته في رحاب جامعة طيبة بالمدينة المنورة.