أبلغ مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي مساء أمس، مجلس الأمن الدولي بأنه يتعين على سوريا وقف اضطهاد مواطنيها، مؤكدا أن الوقت قد حان لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته. وفيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاربعاء ان بلاده منفتحة على اية مقترحات بناءة بشأن سوريا، وانها تعارض اي خطوة في الاممالمتحدة تؤيد العقوبات الاحادية التي جرت المصادقة عليها سابقا او استخدام القوة ضد دمشق. اعلن قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا ببرلين أن الحلف لا ينوي التدخل عسكريا في سوريا او في ايران وذلك بعد اتهامات صدرت مؤخرا من روسيا. وحث المعلمي المجلس على تأييد خطة جامعة الدول العربية التي أعلنت يوم الأحد الماضي. وقال إن «السعودية تشعر بألم شديد بسبب معاناة والآم الشعب السوري الشقيق». وأضاف: «ندعو السلطات السورية لوقف مواجهة التطلعات المشروعة لمواطنيها بالعنف والرصاص، وإلى تطبيق مبادرة الجامعة العربية». وتابع: نأمل من الحكومة السورية أن تصغي لصوت العقل والحكمة والالتزام ببنود المبادرة العربية لإيجاد حل سياسي متوازن يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، ويوقف دوامة العنف، ويجنبها التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية». وحول قرار المملكة سحب مراقبيها من سوريا، قال السفير المعلمي: «قررت بلادي سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا؛ لأننا لم نشعر بأن السلطات السورية كانت جادة بشأن المبادرة العربية». وأضاف: «نحن نترفع أن نكون شهودا ومؤيدين لممارسات الاغتيال والاضطهاد المفروضة على الشعب السوري العظيم». إلى ذلك، قالت روسيا انها «منفتحة على اية مقترحات بناءة» بشأن سوريا الا انها لا تزال تعارض اي خطوة في الاممالمتحدة تؤيد العقوبات الاحادية التي جرت المصادقة عليها سابقا او استخدام القوة ضد دمشق. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو «نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف». وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس وامريكيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سوريا حيث قدرت الاممالمتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله. وبينما لن تطرح روسيا مسودة قرار جديد حول سوريا، قال لافروف ان بلاده تبقى منفحتة على تعديلات لمسودة سابقة طرحتها تتهم فيها كلا من الحكومة السورية والمعارضة باستخدام القوة. لكنه اصر على ان روسيا لن تدعم تحركا في مجلس الامن لفرض عقوبات اقتصادية من جانب الاممالمتحدة اسوة بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على دمشق الحليف التقليدي لموسكو. وقال لافروف «لن ندعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سوريا وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس» التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا، واصفا ذلك بأنه سيكون «بكل بساطة غير عادل وغير مجد». وتابع ان اي قرار تدعمه روسيا «يتعين اولا ان ينص بوضوح على عدم امكان استخدامه او تأويله لتبرير اي تدخل عسكري خارجي كان في الازمة السورية». من جهة اخرى، اعلن قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الثلاثاء في برلين ان الحلف لا ينوي التدخل عسكريا في سوريا او في ايران وذلك بعد اتهامات صدرت مؤخرا من روسيا. وقال الاميرال الامريكي جيمس ستافريدس «في ما يتعلق بسوريا، استطيع ان اقول لكم انه من وجهة نظر الحلف الاطلسي، لا يوجد اي تخطيط ونحن لا نقوم باية دراسة مفصلة، نراقب فقط الوضع». واضاف «يبدو لي انه حتى قبل ان يفكر الحلف الاطلسي بالتدخل يجب اولا ان يكون هناك تحرك من قبل الاممالمتحدة والجامعة العربية». واوضح «لا ارى اي شيء يسير في هذا الاتجاه، اذن في الوقت الراهن دور الحلف الاطلسي هو بكل بساطة مراقبة ما يجري على حدوده». وفي موضوع ايران، قال ستافريدس ان الحلف الاطلسي «لم يركز ابدا على اية عملية عسكرية قوية» في البلاد. على الصعيد الميداني، قامت القوات السورية صباح أمس الاربعاء بعمليات عسكرية في عدد من المدن السورية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ما اسفر عن مقتل 6 اشخاص بينهم طفل وسيدة كما هدمت بعض المنازل. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق ما اسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين في قرية جراجير اثر اطلاق نار من قبل القوات العسكرية السورية التي تشن حملة واسعة في المنطقة». واضاف ان «دبابات القوات السورية تحاصر بلدة يبرود وتقوم بقصف بلدة حوش عرب». وفي وسط البلاد، ذكر المرصد ان امرأة وطفلا قتلا اثر سقوط قذيفة على منزلهما في قرية تقع غرب القصير في محافظة حمص (وسط) كما قتل مدني في حماة التي تشهد عملية عسكرية واسعة في عدد من احيائها منذ صباح اليوم الاربعاء. وذكرت لجان التنسيق المحلية وهي الهيئة التي تقوم بمتابعة احداث الحركة الاحتجاجية ميدانيا في بيان اصدرته اللجان ان «الجيش السوري يقصف مدينة حماة مستخدما أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي». واكد البيان «ان هناك انباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وقتلى»، مشيرا الى ان «الاهالي لم يتمكنوا من الوصول اليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر»، مشيرا الى «انتشار حوالي 4000 جندي داخل المدينة».