حظيت الأفلام ذات التوجة السياسي الداعية إلى السلام والتي تنبذ العنصرية والحرب على اهتمام المهرجان هذا العام فقد عُرض فيلم إنتاج ألمانيا يتحدث عن الشباب الضائع والنازية الجديدة باسم (المقاتلة Combat girL)، وعرض فيلم آخر إنتاج مشترك بين فلسطينوألمانيا (بعد الصمت after silence) يتحدث عن الشباب الفلسطينى الاستشهادي الذي يفجّر نفسه وسط التجمعات الإسرائيلية وإنه فى بعض الأحيان يقتل أبرياء لاذنب لهم سوى تواجدهم القدري في المكان وقد يكونون فلسطنيين وليسوا إسرائيليين. والفيلم الثالث فيلم إنتاج الكويت وإنجلترا والهند باسم ال 99 بلا حدود the 99 unbound جميعها تشترك في الدعوة للسلام ونبذ الحرب والعنصرية والانتقام. نأتي على الحديث عن فيلم «بلا حدود» للدكتور نايف المطوع وهو الذي أمضى سنوات في نشر أفكارة ومبادئه عن السلام بين أطفال العالم عن طريق ابتكار الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الأطفال والتي تتجاوب معها في هذا الفيلم الكرتوني (رسوم متحركة) يحكى عن «99» وهم مجموعة من الشباب الأبطال ذوي القدرات الخارقة وينتمون إلى مختلف دول العالم يمتلكون أحجار «النور» التي تمنحهم قدرة خارقة يستخدمونها في الخير ويسعى الدكتور «رمزي رازم» لجمع هؤلاء الشباب الخارقي القدرات لتكوين فريق لا يقهر لمحاربة الشر والذي يمثله في الفيلم «روغال» الشخصية الشريرة والذي يسعى بشتى الطرق لامتلاك أحجار «النور» السحرية لتدمير العالم والسيطرة عليه، الفيلم مليء بالمغامرات والمطاردات بين البروفيسور رمزي ومجموعته وهم تلاميذه في البحث العلمي الساعين لإنقاذ البشرية من الشرير روغال. من اللافت للانتباه اشتراك أفراد من جنسيات مختلفة وبالتالي ثقافات مختلفة في هذا العمل، الدكتور المطوع هو صاحب فكرة الفيلم وواضع الشخصيات ومخرج العمل هو بريطاني من أصل هندي تخصّص في المونتاج والتحريك، الفيلم على مستوى عال من التقنية تضاهي الأعمال الأمريكية في هذا المجال. الفيلم الثانى (بعد الصمت) مستوحى من قصة حقيقية حدثت منذ سنوات 2002 بمدينة حيفا وهي قصة استشهاد فلسطيني يفجّر نفسه في مقهى داخل إسرائيل ويذهب ضحية هذا الحادث أبرياء، تأتي أرملة مهندس إسرائيلي راح ضحية هذا الحادث من ألمانيا بعد مضي عدة سنوات وتتصل بأهل الشاب الاستشهادي وتحاول أن تكسر حاجز الصمت وتستفسر عن الشاب وظروف تحوله إلى فدائي، الفيلم تسجيلي روائي ينقل وجهة النظر العربية للعالم وتعرض مشاعر الأرملة التي تحيي ذكرى زوجها بالاتصال بأهل الشاب الفدائي نوع من المصالحة بين الطرفين وعرض دوافع الشباب للإقدام على تفجير أنفسهم للغرب، حيث إن الفيلم ناطق بالإنجليزية والفرنسية والعربية والألمانية وعليه ترجمة إنجليزية واستعانت المخرجة الألمانية ستيفاني برغر بأهل الشاب الذي قام بالعملية للحديث عنه قبل استشهاده، اشتركت في العمل أيضًا منال عبدالله التي تدرس الإعلام في جامعة جنين بفلسطينالمحتلة وهي من عرب 48 الفيلم رسالة للغرب عن ما يحدث من عنصرية ضد العرب داخل إسرائيل. الفيلم الثالث (المقاتلة) إنتاج ألمانى ناطق باللغة الألمانية عليه ترجمة إنجليزية، يحكي عن الشباب الضائع بين تزمت الأهل ومحاولة الشباب التمرد للتخلص من سيطرة الآباء وفي سبيل ذلك يعيشون حياة ماجنة ويعتنقون مبادئ عنصرية ويشاركون في حفلات صاخبة ماجنة ويرسمون الوشم على أجسامهم، بطلة الفيلم ماريسا فتاة في العشرين من عمرها تؤمن بمبادئ النازي أودولف هتلر في كراهية اليهود والأجانب فهي مقاتلة في سبيل جماعتها ومبادئها تقابلها فتاة أصغر سنًا تعجب بشجاعتها وتصبح صديقتها إلى أن تقابل ماريسا شاب أفغاني يريد العودة إلى وطنه يعاني من الجوع والتشرد فتساعده بكل ما لديها وهي بذلك تكتشف نزعتها الإنسانية التي لم تكن تعرفها في شخصيتها وتنجح في مساعدة الشاب على الهرب وبذلك خالفت مبادئ جماعتها فتُقتل برصاصة على يد أحد شباب الجماعة. الفيلم صرخة تحذير ضد ضياع الشباب نتيجة الحرية الواسعة التي يعيشها المجتمع الغربي والتفكك الأسري في المجتمع مع البطالة وتدني الأخلاق والقيم. الفيلم نظرة عدمية لما يحدث في العلم وصرخة تحذير ضد العنصرية من فاشية ونازية التي تدعولها بعض الجماعات الغاضبة.