أشار الروائي الجزائري واسيني الأعرج إلى أن الثورات العربية فتحت باب الحرية أمام الأدب العربي وأعطته فرصة ليعبّر عن نفسه، مبينًا أن الأديب لا ينتظر أن تهدى له الديمقراطية حتى يكتب وأن يكون ثوريا في الوضع الاستثنائي. كما تحدث الأعرج عن روايته الجديدة «جملكية أرابيا» قائلاً: كان هناك عمل أول على ألف ليلة وليلة كنص يمتلك تعبيرات لغوية هائلة، وبنيوية تحتاج إلى من يبحث فيها في مناخ قامت فيه ثورات شعبية، كنت أحتاج إلى هذا الشغل لكتابة نص شعبي وليس شعبويًا، يكون ملحميًا ما أكتبه وأشتهي قوله.. وقد قرأت على هامش كتابة هذا النص الملاحم اليونانية أيضًا وحاولت أن استنبط جوهرها الذي تتحدد من خلاله مصائر البشر بشكل تراجيدي ولهذا استطيع أن أقول إنني كتبت تراجيديا العصر العربي من خلال كل هذه المتكآت التي ذكرتها قبل قليل ولكن بنظرة نقدية حتى بألف ليلة وليلة التي ميزتها الذكورة أي أحادية النظرة هيمن عليها صوت شهريار الذي ليس أكثر من طاغية ومجرم وقاتل وهيمن عليه صوت شهرزاد الذي لم يكن إلا ترديدًا لصوت الذكورة مستعيرًا نبرات شهرزاد التي لم تنجز في الحكي فعلاً مناقضًا لصوت مهيمن؛ ولهذا فألف ليلة وليلة نص ذكوري وأحادي بامتياز؛ لكني وجدت في النص نفسه شخصية دنيازاد أختها التي منحتها فسحة حكي القصة أمام شهريار من نوع آخر هو الحاكم بأمره، وهو رجل مجنون يشبه إلى حد بعيد القذافي، وهذه المرة دنيازاد ستحكي للحاكم بأمره أي لشهريار عصرنا ما لم يكن يريد سماعه وينتهي كما ينتهي كل الطغاة حتى الابن الذي أنجبته له كان ابنا لقيطا إمعانا في هزمه داخليا لأنها كانت تعرف مسبقا ان زمانه توقف وانه لا يستطيع أن ينجب أبدا فالعجز من هذه الناحية هو وصول هذه الأنظمة إلى سقفها النهائي ولهذا أسميتها: «جملكية» أي لا هي جمهورية ولا ملكية ولكنها نظام بليد وعاجز لا يستطيع أن يحقق أيّ شيء في النهاية وداخل الرواية هناك مصائر تراجيدية لكل الشخصيات بما فيها الشخصيات الإيجابية كشخصية «القوال» أو الحكواتي في الرواية. لافتًا إلى أنه يشتغل حاليًا الآن على نص جديد اسمه «أصابع لوليتا» سيظهر في شهر مارس المقبل. جاء ذلك في سياق الندوة الدولية التي أقيمت بتونس العاصمة مؤخرًا، بعنوان «الربيع العربي بعيون الروائيين»، شارك فيها بجانب واسيني المصري إبراهيم عبدالمجيد، والليبي محمد الأصفر، والإيطالي فرانشيسكو ليجو.