المواقع الإلكترونية ( بمنتدياتها ، ومدوناتها ، ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة ) منحتك المنبر، والحرية لتقول ما تشاء تجاه أي شيء، وفي أي وقت .. ولكنك اخترت أن تأتي متخفياً وراء اسمك المستعار ومعك لغتك البذيئة : توّزع الشتائم والتُهم المجانية في كافة الجهات ! لماذا لا تأتي باسمك الحقيقي ، وتدافع عن كلماتك ؟ أنت – أولاً – لا تعي أن الحرية : مسئولية . بالضبط : أنت تشبه ذلك الولد الذي « يشخبط « على جدران الحارة .. فقط ذاك الجدار تحوّل إلى جدار إلكتروني ، و» البخّاخ « : تحوّل إلى لوحة مفاتيح ! وأنت – بشكل ما – لا تعي ما هي هذه « الحرية « التي حصلت عليها فجأة .. ولا تُجيد التعامل معها .. لذلك ( تتلطم ) باسمك المستعار لأن اسمك الحقيقي ليست لديه الشجاعة ، والمسئولية الكاملة ليتحمل ما تقوله من كلمات . ما فائدة « الحرية « التي منحتها لك التقنية .. إن كنت تهدرها بهذا الشكل ؟ هل تُحاكم نفسك فيما تفعله ؟.. وتراجع ما تكتبه ؟.. وتندم عليه أحياناً ؟! هل يحدث – أحياناً – أن تنتبه لنفسك بأنك « نكرة « وأن كلماتك بلا قيمة .. والدليل أنك أنت لم تعترف بهذه الكلمات وتوقعها باسمك الحقيقي ؟! هل تعلم أنك تشوّه أي قضية - حتى وإن كنت تؤمن بها - عندما تدافع عنها بلغتك الهمجية ؟.. وأن « القضية « لو نطقت ، لقالت لك : فكني من شرّك .. أنت تشوهني أكثر من خصومي ! بصدق ، لا أعرف : كيف تدافع عن دينك بلغة لا علاقة لها بالدين ، وبذاءة لا علاقة لها بالأخلاق والفضيلة ! تستمتع بمشاكسة الآخرين، ورميهم بأسوأ الصفات، والسخرية منهم وهمزهم ولمزهم بما لذ وطاب لديك من الكلمات السيئة والألفاظ القبيحة ؟.. لماذا ؟.. ما الممتع في هذا الأمر؟... صدقني : أنت - بشكل ما - مريض ، وتعاني من ألف خلل نفسي . تخلق لك ( القضايا الوهمية ) لتنشغل بها عن ما هو أهم منها ، وتدخل في هذه ( القضية الوهمية ) لتصبح وقودها ونارها الحمقاء .. وأنت لا تعلم ! تنفجر غضباً لأن أحدهم يناقش موضوعاً مثل (إغلاق بعض المحلات وقت الصلاة) والجميع يعلم أنك لست سوى « سربوت « ! .. أي انفصام هذا الذي تعيشه بين شخصيتك الواقعية والافتراضية ؟! (فك اللطمة ) واخرج للناس بوجهك الحقيقي ، واشطب اسمك المستعار واستبدله باسمك الحقيقي ، وكن رقيب نفسك .. وحاسبها قبل أن يحاسبها خالقها ، وقل ما تؤمن به بشجاعة ، قله بأدب ، ولا يخدعك ( الضجيج المفتعل ) حولك وتكون جزءاً منه دون أن تعلم ، ودرّب نفسك على الحوار وتقبل الآراء ، ولا تظن أن كل من يختلف معك هو « الشيطان « وأنت « الملاك « الوحيد . الحرية مسئولية .. الحرية مسئولية .. الحرية مسئولية يا صديقي . فلا تكن عبداً !