كال لي مسؤول إداري في أحد القطاعات الخدمية العامة التقريع عبر الأثير حين لامست منذ برهة من الزمن بعض القصور الذي يشكو منه المراجعون في إدارته .. وطالبني في مجمل حديثه أن أخرس» لساني الطويل» خاصة وان هناك الكثير من المبالغات التي لا تمت للحقيقة بصلة ويبدو على حد قوله انني أضع نظارة سوداء على كامل وجهي !!. والحق إنه منذ ذلك التوبيخ الذي صك قويقعة أذني بل وخرم طبلتها وفرائصي ترتعش الرجل واصل ويلعن سلسفيلي وبت أتدارى ورقبتي غائصة بين أكتافي .. لا أستطيع مدها سنتيمترا واحداً وهذه في نظري بحد ذاتها شجاعة لا تضاهيها سوى أسطورة الزير سالم .. فالأفضل أن يقال لي جبان بدلا من نعتهم لي ب» راح فطيسه» .و لست مُجبراً على تجويع فلذات كبدي من أجل قضية ما .. طالما أحد لايحمي الصحفيين من الطرد والبهذلة وهيئتهم لاتزال في سبات عميق» والفطيس «هنا الذي أزعمه هو ما ينطبق على شاكلتي حياً أو ميتاً!!. وأعترف إنني أجزع من بعض المسؤولين الذين تضيق صدورهم بالنقد الهادف لمصلحة الوطن والبعض منهم يبالغ في حدة غضبه وكأن ما يقال هو مساس بمصالح الدولة وجعلوا من ذلك شماعة يتدارون خلفها كلما تمت مساءلتهم !! هذه الأفكار القديمة يفترض بنا اليوم تجاوزها إلى الحد الممكن معه طرح قضايانا بكل شفافية ووضوح بدلاً من المواربة في القول.. وحقيقة القول لا أريد ان أعمم لأن بعض المسؤولين لدينا يتفهمون أنين المواطن حين يزفر مافي كبده من مواجع. ويصرخ.. والأبواب مُشرعة على مصراعيها لكل صاحب مظلمة فلماذا يتخذ البقية منهم «كفانا الله شرهم « من النقد حججا واهية يتسلق عليها لطمس الحقائق . ؟ تصوروا أن النقد للصالح العام .. أحيانا كثيرة يصُبح حرباً على الناقد .. وأهله .. فمتى يتقبل أولئك القابعون خلف أبراجهم العاجية النقد بكافة أشكاله ؟ وحتما لانريد مسؤولا يتشدق علينا بالقول «لايوجد مواطن جائع أو محتاج «لأن سعادته يفطر حبوب الذرة المستورده وكرشه تقرقر من العصائر الطازجة وقدميه الناعمتين لم تطأ لهيب الارض ليتشقق جلدها وياسعادة البيه المسؤول «حدك» فلن يضيرني زعيقك!!..