أحد سكان جدة يخاطب المسؤولين عن الصرف الصحي مستشهدا بقول الشاعر الأموي (جرير) مخاطبا عبدالملك بن مروان: ألستم خير من ركب المطايا=وأندى العالمين بطون راح فيكمل قائلا: الستم تسمعون الناس تشكو=وتجهش بالبكاء وبالنواح ألستم تدركون زفير صدر=مغيظ ليس يزفر بالمزاح ألستم تألمون اذا رأيتم=سيولا في الدروب وفي البطاح ومصدر نبعها حفر المجاري=لأن الضغط أسُّ الانفتاح فقد بدأت تغازلنا بسخف=وتطفح في المساء وفي الصباح فتمتلئ الشوارع من مياه=مُعفِّنة على كل النواحي ترى الإنسان عند هبوبِ ريحِ=كثور داخ من طول النطاح لسوف (اطُجُّها) من غير خوفٍ=وسوف أصيح لو يجدي صياحي وسوف أقول صدقاً لا أبالي=لأن صراحتي أقوى سلاحي أقول الحق لا أخشى ملاماً=بتعبير وألفاظ فصاح فتقليب المواجع كل حين=يَرُدُّ الصَّبَّ عن درب السماح وتبقيني ظروفي مشمئزا=أسُدُّ الأنف مكسور الجناح (فجدة) لا اريد بها بديلا=اعيش بخيرها ولها كفاحي أيُعْقل ان نسميها عروسا=ونحسب انها (ست الملاح)؟! فلو كانت عروس البحر حقّاً=لأنعمتم عليها بالوشاح وقد شاهدت مستشفى جديدا=قريباً عهده بالافتتاح يفيض امامه مجرى بشكل=يُقزّز في الغدو وفي الرواح ترى الدُّبان والناموس حرا=ويرتع بالسداح وبالمداح فيهدم كل مجد هيّؤوه=ويمسح ما تحقق من نجاح كأنا في زمان غير هذا=فيبدلنا اكتئاباً بانشراح مدحنا ولكن دون جدوى=لتمجيدي وتكرار امتداحي اناسٌ يرفضون النقد كبرا=يضايقهم - اذا سمعوا - اقتراحي فإن بدت الصراحة في كلامي=فإني ما قصدت سوى الصلاح بلا طول الحكاية قصروها=ويكفينا التنافر والتلاحي فشفط الوايتات بكل يوم=من المرفوض في الزمن المتاح (خياس في خياس) لو شممتم=لأدركتم مدى عمق الجراح كثيرا ما تبخرنا صباحا=مع التثويب (حي على الفلاح) كأنا من رزيتنا سهارى=تداعوا في النهاية لاصطباح فشارع (حائل) المغبون يشكو=كشحّات يُعَبِّر بانسداح أعيرونا انتباها عبِّرونا=وراعوا حال سكان الضواحي علينا واجبٌ ولنا حقوقٌ=لِنحيا في هدوء وارتياح وكنا آملين عبير ورد=ونحلم بالزهور وبالأقاحي فبدلنا بها رجعا خبيثا=نعاني من روائحه القباح بذلت نصيحتي وأرحت نفسي=لأبقى بعد ذلك في البراح لأني في عذاب من ضميري=يؤنبني كما وخز الرماح وأخشى خشيتي لو طنشوني=وروّح ما كتبت مع الرياح إذن (لله يا زمري) لأني=صحيح القصد من قوم صحاح