جاء ترشح عيسى الحمادي لرئاسة نادي الاتفاق مفاجئاً للجميع ليس لأن المنصب حكراً على عبدالعزيز الدوسري، وإنما لكون الرجل نبت في الأرض الاتفاقية على طريقة (الفقع)، حيث لم يعرف له أثر من قبل في النادي، لا لاعباً، ولا داعماً، ولا حتى مشجعاً، إذ خرج فجأة بلا "احم ولا دستور"، بل حتى تشبيه ظهوره في الاتفاق ب (الفقع) الذي ينبت -كما هو معروف- بلا جذر ولا زهر ولا ورق يبدو قاصراً إلى حد ما؛ لأن ظهور (الفقع) تكون له مقدمات؛ إذ يسبقه مطر غزير يعرف ب (مطر الوسم)، وسمي الوسم لأنه "يسم الأرض ويحييها"، بيد أن (فقع) الحمادي كسر كل النواميس فنبت في الاتفاق بلا مطر، ولا حتى رعد. يخطئ -من وجهة نظري- من يلوم الحمادي على ترشحه، فالرجل لم يدخل الجمعية العمومية من نوافذها، وإنما وجد أبوابها مشرعة دون حسيب ولا رقيب فقدم أوراقه، ليس للعضوية بل للرئاسة مباشرة؛ ليضع نفسه ودون أدنى اعتبار صنواً لمن قدم للنادي جل ماله ووقته لأكثر من 30 عاماً، وإذا كان من لوم فعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي بدلاً من أن تكون حامية للوائحها، أصبحت هي الراعية لانتهاكها؛ وإلا فكيف تشترط اللائحة على المرشح أن يكون من أعضاء الجمعية العمومية، ومن الهواة والمهتمين بنشاطات النادي، ومن ثم تقبل لأي مترشح -كائناً من كان- أن يقدم أوراقه دون أن يرمش له جفن، أو ترتعش له فريصة. لا أبوح بسر حين أقول بأنني بادرت بالاتصال على عبدالعزيز الدوسري، وتمنيت عليه ألا يحاول الطعن في شرعية ترشح الحمادي، بل ودعوته إلى السعي نحو تمهيد الأرضية له لدخول معترك الانتخابات؛ بل إنني ناشدته ألا ينبس ببنت شفة في الأمر؛ ليترك لصناديق الاقتراع كي تنطق نيابة عنه؛ لأنني على ثقة بأنها إذا ما نطقت فستعري حقائق كثيرة ليس للحمادي، وإنما لمن زيّن له الأمر، وأوهمه بأنه ذاهب إلى نزهة، واعترف بأنني وجدت (الرئيس الذهبي) واثقاً؛ لكنه بقدر ذلك كان حزيناً؛ لأن البعض استرخص الاتفاق إلى هذا الحد. بعيداً عن الحمادي وشرعية ترشحه، وأهدافه، ومن يقف خلفه، أستطيع القول وبالفم الملآن بأن كل المحكات أثبتت -وبالدليل القاطع- أن "ما في البلد غير ها الولد"، وأعني بوضوح ألا أحد يقوى على رئاسة الاتفاق غير عبدالعزيز الدوسري، وأن الضجيج الذي ظل يسمع طوال السنوات الفائتة، لم يكن غير دمدمة طبل فارق، وجعجعة رحى بلا طحين؛ وإلا فأين من أقاموا الأرض ولم يقعدوها، أين اختفوا الآن؟، بل وحتى من استثمروا ظهور الحمادي على السطح وبادروا للاصطفاف مع الشرفيين دعماً للدوسري، وهم الذين لم يتأخروا في توجيه حربتهم ضده، هل أيقنوا أن الكلام شيء والفعل شيء آخر.