في فترة مضت وانقضت، وربما تعود أو لا تعود، كان المسرح العربي بقيادة المصريين يُقدِّم عملا مسرحيا ناضجا ورائعا برز فيه العديد من عمالقة العمل المسرحي ولاسيما في مجالي كتابة النصوص المسرحية والتمثيل، ويشهد واقعنا المعاصر حالة شبه نضوب مسرحي أو لنقل جمودًا، أنتاب الأعمال المسرحية ذات المنهج والأصالة اللهم إلا إذا استثنينا بعض الأعمال لكتاب ورجال مسرح لا يمكن تجاوز إنتاجهم المسرحي اللافت. إذن، حديثي منصبّ على النسبة الأعلى التي تقدم أعمالا أقل عمقًا وواقعية إذا ما قورنت بمسرحيات عادل إمام، وأحمد زكي، وسعيد صالح، وغيرهم ممن أثرى الساحة المسرحية بأعمال ناجحة يشار إليها بالبنان دون خجل أو تردد! والحق أن الحالة المسرحية في العالم العربي ربما تفتقر إلى كتاب متخصصين أكثر دراية بما يريده الجمهور من أولئك الذين باتوا يقدمون «إضحاكا» مملًا يعاب عليه الخروج كثيرا عن النص الأصلي؛ إضافة إلى عبارات التهكم التي تطال الشخصيات داخل العمل المسرحي وربما خارجه! ذلك أيضا تجلّى في بعض المسرحيات الكويتية التي مالت إلى الإضحاك بأي وسيلة حتى لو كان ذلك على حساب الأشخاص وكرامة الإنسان! ومن هنا، لابد على المختصين في هذا المجال أن يعوا أهمية النهوض بالأعمال المسرحية من خلال الإنتاج المحترم والهادف والرصين؛ لأننا مازلنا نتذكر أعمال العمالقة في مصر والخليج العربي التي لم يتم حتى الآن على الأقل تخطي إبداعاتها بأعمال تليق بالعصر والفكر والمرحلة!