منذ أيام قرأنا عن مشروع تحويل رواية عبده خال إلى مسلسل تلفزيوني، وقبل ذلك تابعنا المؤتمر الصحفي الخاص بالبدء بإنتاج مسلسل عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد"، الأخبار كثيرة والعديد من الأعمال الروائية تحولت إلى أفلام ومسلسلات، وبالطبع نتذكر أعمال نجيب محفوظ الروائية، ولكن ماذا عن تحويل بعض الأعمال الروائية إلى مسرحيات، ربما لا توجد محاولة هنا لتحويل بعض الأعمال الروائية إلى مسلسلات إلا بصورة ضيقة واجتهادات شخصية،وبالطبع حسب معلوماتي، لم تحول أي رواية إلى مسرحية تعرض للجمهور هنا في السعودية مع العلم أن هنالك مسرحيات تجاوز عرضها نصف القرن عن أعمال روائية مشهورة تعرض يومياً تقريباً مثل البؤساء في لندن ، ما دفعني للحديث عن الرواية والمسرح، مشاهدتي لعرض مسرحي مشتق من رواية بهاء طاهر خالتي صفية والدير، روح الرواية وتصاعد الأحداث تجلى في ذلك العرض الذي قامت ببطولته الفنانة صابرين والفنانون إيهاب مبروك، وعلي عبد الرحيم وصلاح رشوان وعدد من نجوم الدراما المصرية، بعد انتهاء العرض، قال لي أحد الأصدقاء يبدو أننا في المملكة نعاني من أزمات متعددة، وذكرني بحوار مع أحد الفنانين الذي جعل أزمة النصوص هو المشجب لإخفاقات الإنتاج الدرامي في المملكة، حيث لايوجد نصوص مسرحية تصلح لتقديم عروض مسرحية جيدة، ولا يوجد سيناريوهات تصلح لتقديم مسلسلات، لذا يلجؤون إلى "السلق" والمشاهد الخفيفة، وقد قال ذلك الصديق هانحن شاهدنا عملا مسرحيا ممتعا من عمل روائي رائع، وتساءل لماذا لايقرأ المسرحيون التراث المسرحي المحلي أولاً ثم العربي والعالمي، ويقومون بإعداد أعمال مسرحية مناسبة، بدلاً من اللطم وانتظار من يتكرم ويكتب نصاً مسرحياً، ولماذا لايسعى بعض المنتجين إلى الأعمال القصصية والروائية "لاسيما ونحن نشهد طفرة روائية" وأغلب تلك الروايات تعتمد على النسق الحكائي والذي يصلح أن يكون مسلسلاً درامياً متميزاً، هل ننتظر أن يفوز كاتب بجائزة حتى يأتي القرار بتحويل عمله إلى فيلم أو مسلسل أو مسرحية وإن كنت أشك في ذلك، هل هي أزمة تواصل وبعد ذلك سوء تفاهم بين الكتاب وصناع المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية..!