مواصلة لأداء رسالته الساعية نحو إشاعة الوعي البصري والجمالي بالفنون التشكيلية، وكسرًا للاعتقاد السائد بنخبوية هذا الفن، عبر تمكين جميع المواطنين في اقتناء اللوحات بأسعار في متناول أيديهم، جاءت الدورة الجديدة من معرض «لوحة في كل بيت»، الذي افتتحته السيدة نادية الزهير يوم الأحد الماضي للنساء في قاعة أتيليه جدة للفنون الجميلة وسط حضور جماهيري كبير، فيما افتتحه للرجال الفنان طه الصبان.. وقد شارك في معرض هذا العام نخبة من التشكيليين السعوديين والعرب ممثلين في: بكر شيخون، وطه الصبان، وعبدالله حماس، وعثمان الخزيم، وفهد الحجيلان، وعبدالله نواوي، وعبدالله إدريس، ومفرح عسيري، وزمان جاسم، وفيصل الخديدي، ومحمد الثقفي، وسعيد العلاوي، وفايز أبوهريس، ورياض حمدون، وباسم الشرقي، وعبدالرحمن المغربي، ومحمد العبلان، وأحمد الخزمري، ومحمد الشهري، ومحمد الرباط، وعلا حجازي، وهبة عابد، ومنار عمار، وسميرة الأهدل، ومنال باحنثل، وزايد الزهراني، وميرفت الأمير، وصالح الشهري، وعبدالله بن صقر، وأيمن حافظ، وهناء نتو، وعبدالله عطار، ورجاء الجدعاني، ونجوي مفرح، وبثينة اياز، وعبدالحميد الفقي، وعبدالله البارقي، وعفاف الجمودي، وريم الريس، وأريج العديي، ومحمد الخبتي، ومؤيد حكيم.. فيما شارك من الفنانين العرب: صلاح طاهر، وعدلي رزق الله، وطوغان، وشاكر المعداوي، ومحسن شعلان، وعمر النجدي، وجورج بهجوري، والدسوقي فهمي، وعلي دسوقي، وإبراهيم الدسوقي، وصلاح المليجي، وفاطمة عبدالرحمن، ومروي قنديل، ورنا عادل، وهند عدنان، وحسن الشرق، وإيهاب لطفي، ومحمد يوسف، وميرفت شاذلي، وسحر الأمير، وخديجة بلبع، وعطيات السيد، وأماني زهران، ومحمد طلعت، ومحمد توفيق، ومجدي خضير، وعبادة الزهيري، ورشا مصطفي، ونجوى يعقوب، وعوض أبوصلاح، والطيب الحضيري، وعمر صبير، وعمران القيسي، وصادق غالب، ومريم بفلح، ومحمد الشهدي. كل هذه الأسماء قدمت أعمالًا متنوعة شكلًا ومضمونًا وفق المدارس الفنية التي انتهجتها، الأمر الذي حدا بالسيدة نادية الزهير بالإشارة عقب الافتتاح إلى القول: استطعنا في هذا المعرض أن نشاهد جميع مدارس الفن التشكيلي من واقعية وانطباعية وتكعيبية وتجريدية وسريالية وغيرها، وكذلك شاهدت أعمالًا في غاية الروعة من المجسمات والنحت والخزف، بما يجعل من هذا المعرض أحد أفضل المعارض التشكيلية في جدة.. فيما اعتبر الفنان طه الصبان أن المعرض عبارة عن بانوراما مصغرة للحركة التشكيلية العربية، لافتًا إلى أن المعرض أتاح الفرصة لمشاركة الفنانين الشباب بجانب الفنانين الكبار من أصحاب الخبرات الراسخة.. الأكثر مبيعًا ولم يختلف نهج المعرض هذا العام عن سابق دوراته السابق، حيث درج على وضع لوحة مكان أي لوحة تباع لأحد الفنانين، حيث بلغ عدد اللوحات المباعة حتى الآن أكثر من خمسمائة لوحة، أغلبها للفنانين: عبدالله حماس الذي بيعت له 30 لوحة حتى الآن، يليه الفنان المصري شاكر المعداوي ب(22) لوحة، ثم الفنان طه الصبان 21 لوحة، ومن الفنانين الذين بيعت أعمالهم بالكامل عبدالرحمن مغربي 12 لوحة، وعبدالله ادريس 15 لوحة، وإبراهيم الدسوقي عشر لوحات، وكان هناك صراع على شراء أعمال الفنانين فاروق حسني وزير الثقافة المصري السابق، وأعمال جورج بهجوري، وأعمال عمر النجدي، فيما شهدت مشاركة الفنانين الشباب حضورًا مميزًا، ومن ابرزها أعمال صالح الشهري، وعبدالله بن صقر، ومنال باحنشل، وثريا آل غالب.. وأمام هذا الإقبال الكبير على اقتناء اللوحات قررت إدارة الاتيليه تمديد المعرض لمدة شهر كامل، على أن يتم في نهاية المعرض تنظيم ندوة حوله يشارك فيها عدد من الفنانين والنقاد. آراء حول المعرض الفنان والناقد عبدالله ادريس قال: كيف تكون اللوحة الصغيرة عملًا موازيًا للوحة الأكبر مساحة.. من خلال هذا المفهوم يستطيع الفنان التشكيلى إقامة بنائية عمله التشكيلى داخل اللوحة الصغيرة، وفي عالم الفن ليس هناك مقاييس واضحة ومحددة كتحديد المساحة ولكنه مصطلح تشكيلى. ففى الأجناس الإبداعية الأخرى هناك القصة القصيرة والرواية.. فالقصة القصيرة ليست رواية (مضغوطة) واللوحة الصغيرة ليست لوحة كبيرة يطويها الفنان كالمنديل. ولوحة فى كل بيت هو عنوان هذا المعرض الذى نجح الزميل هشام قنديل فى توافق دلالته ومدلوله ما بين الاسم والعنوان من جهة والأعمال المشاركة من جهة أخرى، وهو الهدف الذى يسعى المعرض لتحقيقه والوصول إلى إيجاد ثقافة بصرية شائعة وصنع ذائقة جمالية جديدة. فالأسعار الموضوعة تتيح الفرصة للاقتناء وبالتالى ترسيخ ثقافة الاقتناء لدى الناس كافة. ومن خلال الدورات السابقة للمعرض نكتشف أنه لبى رغبات شرائح كبيرة فى المجتمع من متذوقين ومقتنين وأيضًا تقديم صورة إبداعية للفن التشكيلى فى تجلياته الإبداعية.. كما طرح مفهوما آخر للتنافس الإيجابى بين الفنانين كافة عازلًا بذلك مفهوم قيمة العمل وتقديمه وعرضه عدا القيمة الفنية والإبداعية. ويضيف إدريس: في قراءة بصرية ونقدية لبعض أعمال الفنانين بالمعرض ومن خلال دوراته السابقة، رغم بعض السلبيات إلا أنه فتح آفاقًا وفضاءات واسعة فى مجال التنافس الإيجابى بين الفنانين التشكيليين كافة. إضافة إلى التنوع والتعددية فى الأساليب والتيارات الفنية عند كل فنان تشكيلى وهو ما أثرى المشهد البصرى باستمرار، وهذه التعددية فى الأساليب والأجيال والانتماءات أقامت التواصل والتوافق بين العمل التشكيلى والمتلقي بحيث يستطيع المتابع معرفة المسافات والفوارق والمستويات ما بين فنان وآخر وما بين جيل وجيل لاحق. معرض يرصد المستويات المتنوعة والمختلفة، ويضيف أسماء وأعمالا جديدة واعدة وطليعية، ويستعيد ذاكرة تشكيلية لأعمال فنانين بعضهم توقف وآخرون قفزوا لأساليب أخرى. ويختم إدريس بقوله: هذا المعرض بات ساحة للتجريب والتنافس وإثبات الذات الفنية، ومشهدًا بصريًا يساهم في الإضافة، وأيضًا في الإقصاء. معرض لوحة فى كل بيت هو مهرجان الأتيليه فى جميع دوراته المستمرة وهو معيار ومختبر وتحكيم من خلال عين المشاهد والمتذوق. ومن جانبه قال هشام قنديل مدير اتيليه جدة ومنظم المعرض: لم يكن الهدف من اقامة المعرض هو الربح المادي بقدر ما هو بذل ما نمتلك من جهد وطاقة للمساهمة في جعل الفن التشكيلي جزءًا أساسيًا وضروريًا في حياتنا، ففكرة هذا المعرض مقتبسة من مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع وتحديدا من خلال معرضها الشهير الفن للجميع، وقد باركت مؤسسة المنصورية خطوة اتيليه جدة في إقامة هذا المعرض، ويهدف المعرض الى نشر الفن التشكيلي داخل المجتمع السعودي وجعل اللوحة التشكيلية في متناول الجميع وخصوصا أن أسعار اللوحات تتراوح بين ثلاثمائة ريال والفي ريال. وأضاف قنديل: من الضروري استمرار واقامة هذا المعرض بشكل سنوي خصوصًا لما حققه المعرض الأول من نجاح فاق كل التوقعات حيث بيعت معظم أعمال المعرض، وأيضًا لما لقيه المعرض من دعم إعلامي وثقافي داخل المملكة وخارجها. وعن مشاركتها في المعرض تقول الفنانة بثينة اياز: سعدت لمشاركتي للمرة الثانية في معرض لوحة في كل بيت ذلك الصرح الذي يضم نخبة من كبار الفنانين في المملكة والعالم العربي وأطلب من المسؤولين والإعلام الإعلان مسبقًا عن فتح باب المشاركة في هذه المعارض الكبيرة حتى يتسنى للجميع ترك بصمته الفنية أو اقتناء أثر فني سعودي في بيته.