تناولت جريدة المدينة بشكل انفرادي قضية المياه المهدرة، وجاء في هذا الانفراد أن عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ علي الحكمي أكد على ضرورة أن يتخذ مراقبو شركة المياه الوطنية «العين العزيزية» تحري الحقيقة والدقة في عملية إهدار المياه قبل تحرير المخالفة من قبلهم على الماء المسكوب أمام البيوت المختلفة، وجاء هذا الرأي استجابة لاعتراض المستهلكين للمياه، والمتشككين في تقارير المراقبين. وأضاف الشيخ علي الحكمي من الضروري التأكد من السوائل المسكوبة، وهي هي بالفعل مياه أو شيء آخر والأسباب التي أدت إلى سبب ظهورها. ومن جهة أخرى قال المحامي الدكتور طارق حمود آل إبراهيم، إن الأسلوب الحالي الذي يتم به تحديدها وطرق سدادها غير قانوني ويجب إعادة النظر به.. ومن ناحية أخرى أكد الدكتور علي عشقي أنه من الصعب علمياً التثبت من ماهية السائل المسكوب في الأرض بمجرد النظر إليه دون لمسه للتأكد أنه ماء أو سائل منظف.. نفت شركة المياه الوطنية «العين العزيزية» ما يتردد عن إلزام مراقبي الشركة الوطنية بتسجيل 15 غرامة تسرب مياه على المواطنين لكل واحد منهم يومياً، فإن لم يحققوا ذلك يتم الخصم عليهم في حالة عدم تسجيلهم العدد المطلوب.. هذا ما جاء كخبر في الصفحة الأولى من جريدة المدينة الصادر يوم الاثنين 24 محرم 1433ه العدد 17771، وتبع ذلك تحقيق على صفحة كاملة هي الصفحة السابعة من نفس العدد الذي جاء فيه أن شركة المياه «العين العزيزية» تعاقب أيضاً على طفح الصرف الصحي، وهذا القول غير صحيح، فكم من مرة لفت نظر الشركة للمياه من هذا الطفح للصرف الصحي، وقالوا لي إن هذا ليس من اختصاص شركة المياه وإنما يدخل في اختصاص أمانة محافظة جدة فشركة المياه لا تعاقب إلى على إهدار المياه، والدليل على ذلك أن شوارع جدة غارقة بطفح مياه الصرف الصحي دون حسيب أو رقيب وأعلنت أمانة محافظة جدة أن أي طفح لمياه الصرف الصحي ستقوم الجهة المعنية بالأمانة بإرسال وايت لشفط البيارة وتغريم صاحبها بمبلغ ألف ريال مقابل هذا الشفط غير أن هذا الإعلان ظل حبراً على ورق ولم تقم الأمانة بتطبيق ما أعلنت عنه بصورة جعلت العقاب على تسرب المياه وتركت مياه الصرف الصحي بدون حسيب ولا رقيب على الرغم من خطورتها البالغة على الصحة العامة للإنسان. إذا تجاوزنا هذه الحقيقة التي نفت فيها شركة المياه تكليف المراقبين بعدد 15 مخالفة يومياً وادعت أنها تعاقب طفح الصرف الصحي ونظرنا إلى العقوبة التي تفرضها على أي ماء أمام البيوت المختلفة بمبلغ 200 ريال لوجدنا أن إهدار المياه الذي تدعيه باطل لأن السيارات بأعدادها الكبيرة تغسل أمام البيوت المختلفة على جانبي الطريق العام بواسطة السطول والماء والصابون فيأتي مراقب البلدية يغرم صاحب هذا البيت التي غسلت السيارة بجواره مبلغ 200 ريال ولا تقبل الشركة مجالاً للتفاهم بصورة تحتم دفع الغرامة سواء كانت على حق أو على باطل، ومن لا يدفع تقطع عنه المياه أسلوب غريب في التفاهم تفرضه شركة المياه على الناس على الرغم من تحمل كل مواطن تكاليف وصول المياه إلى منزله فهي لا تقدم له مجاناً ومع ذلك تلجأ شركة المياه إلى قطعها عنه لإلزامه بدفع غرامة ما تطلق عليه إهدار المياه حتى لو كانت المياه ليست مهدرة من قبله وإنما جاءت من تصرفات لا علاقة له بها.. الغريب أنا عوقبت أكثر من مرة بهدر المياه لأن سيارات غسلت بجوار داري وجاري تطفح بيارته ولا يعاقب من شركة المياه التي تدفع بعدم الاختصاص، وأمانة جدة لا تغرم أصحاب البيارات الطافحة حتى أصبحت كل شوارع جدة غارقة في الماء الآسن الذي يضر بالصحة العامة، أين المنطق في ذلك في الوقت الذي تدفع المراقبين من قبل شركة المياه إلى رصد الماء العادي المسكوب في الشوارع من غسيل السيارات، فيأتي تقرير المراقب يحدد المخالفة بالغسيل دون أن يذكر الحقيقة بأنه غسيل السيارات لينصرف المراد إلى غسيل البيوت التي لم تغسل ويحمل أصحابها غرامة ال 200 ريال مقابل غسيل السيارات بجوار بيوتهم. الماء المسكوب من مظاهر النعيم في الآخرة فلنستمع إلى آيات كريمات من سورة الواقعة من الآية 27 إلى الآية 40 بسم الله الرحمن الرحيم (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكاراً، عرباً أتراباً، لأصحاب اليمين، ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين)، صدق الله العظيم. يتضح من هذه الآيات الكريمات أن الماء المسكوب أحد مظاهر التمتع بالنعيم في الآخرة فالأربع عشرة آية التي ذكرتها تثبت كل واحدة منها مظهرا من مظاهر النعيم في الآخرة.. فإذا كان الماء المسكوب هو أحد مظاهر هذا النعيم بالآخرة فمن باب أولى أن يكون الماء المسكوب أحد مظاهر النعيم في هذه الدنيا، وبالفعل كان ذلك قائماً في الماضي حيث كان أصحاب البيوت يكلفون السقا بعد أن يشتروا منه زفة ماء «تنكتين» من مياه «الكنداسة» تحلية مياه البحر القديمة لرشها أمام منازلهم حتى ينعموا بالماء المسكوب بكل ما في ذلك من ترطيب الجو أثناء جلوسهم في المركاز أمام منازلهم، لم يقل لهم أحد أنكم تهدرون الماء على الرغم أن تكلفة إنتاجه كانت عالية بواسطة تقطير مياه البحر، وهكذا كان الماء المسكوب في الدنيا من مظاهر النعيم، ويخبرنا القرآن الكريم أن الماء المسكوب في الآخرة من مظاهر النعيم.