المشكلة الجوهرية في قضية التوجه نحو الثقافة الغربية، كما ترى الكاتبة الصينية ون ون (مجلة الصين اليوم، أبريل 2003)، هو أن الناس فخورة للغاية وراضية بالهيمنة التي تعتبرها الغالبية حداثة دون وعي منها بأننا على السطح نكتسب الكثير بتحسين كافة أوجه حياتنا ولكن أياً كان الأمر يتعلق بطعامنا ولباسنا أو سلعنا أو تسريحة شعرنا أو لغتنا.. فإننا عندها نكون نحن الخاسرون. * * * لقد حطمت الأقمار الصناعية والإنترنت وأجهزة الفاكس والتلفاز الحدود الوطنية. غير أن ما تحطم فعلاً، كما تقول الكاتبة الصينية، هو ما بناه الآباء لنا خلال فترة طويلة، فقد نجح الغرب على أن يُرسِّخ في اعتقاد أغلب شعوب العالم بأن كل شيء لديهم -سواء كان الثقافة أم النظام السياسي أم التكنولوجيا- متواضع تماماً مقارنة بالغرب. * * * وهكذا آمن أغلبنا بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ ثقافتنا هي التحديث والذي يعني في الممارسة التغريب.. أي أن نتبنى أي شيء وكل شيء من الغرب، حتى الأفلام والموسيقي والوجبات السريعة والأوجه الأخرى للثقافة الأمريكية. وترجمة هذا الواقع لا يؤكد بأن ما نفعله ليس عملية (تعلّم) بل عملية (استنساخ) عن الغرب. فهناك فرق كبير بين التحديث.. والتغريب وهيمنة الثقافة الغربية. نافذة صغيرة: (إن درجة المعرفة ونوعها يتوقف على المحيط المعرفي الذي يحتوي أنشطة الإنسان وعلى نوع المتوارَث من السلف، فكلما كان المحيط متميزا بثقافة إنسانية متحضرة كلما كان الإنسان الذي ينشط في هذا المحيط أقرب في ثقافته إلى هذا الطراز من التفكير والسلوك أيضاً، والعكس يصح).