المشكلة الجوهرية في قضية التوجّه نحو الثقافة الغربية، كما ترى الكاتبة الصينية ون ون في مجلة الصين اليوم هو أن الناس فخورة للغاية، وراضية بالهيمنة التي تعتبرها الغالبية حداثة، دون وعي منها بأننا على السطح نكتسب الكثير بتحسين كافة أوجه حياتنا، ولكننا في الحقيقة نفقد شخصيتنا الوطنية التي تميّزنا عن غيرنا من شعوب العالم. *** لقد اخترقت الأقمار الصناعية، والإنترنت، وأجهزة الفاكس والتلفاز الحدود الوطنية. ونجح الغرب، على مدى عشرات السنين من الاستعمار، كما تقول الكاتبة، على أن يرسخ في اعتقاد الشعب الصيني أن كل شيء في الصين سواء كان الثقافة، أم النظام السياسي، أم التكنولوجيا متواضعًا تماماً مقارنة بالغرب، وبأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ وطننا هو أن نتبنّى أي شيء، وكل شيء من الغرب. وما نفعله في الواقع ليس عملية (تعلّم)، بل هو عملية (استنساخ) عن الغرب. فنحن نعتقد أننا نُحدث بلادنا، والحقيقة هي أننا ننفّذ عملية «تغريب» لمجتمعاتنا. *** ما تقول به الكاتبة الصينية ون ون لا يختلف كثيرًا أو قليلاً مع أزمة الاختيار التي نعيشها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. الفرق هو أننا لم نبلغ ما بلغته الصين في عملية التحديث، ولكننا أخذنا من الغرب أكثر، وهجرنا كثيرًا من قيمنا وثقافتنا ومبادئنا، دون أن تظهر على مجتمعاتنا علامات تحديث حقيقية. والنتيجة أننا قد أصبحنا كالغراب في محاولته التشبّه بمشية الطاووس، فلا أنه أجاد المشية، ولا أنه احتفظ بمشيته الأصلية، فلم يورثه التقليد سوى سخرية جميع الحيوانات. [email protected]