في الوقت الذي تشهد فيه دول العالم التشبت بثقافتها كما هو الحال مثلا في الصين أو اليابان أو حتى إيران القريبة لنا أصبحنا نحن العرب أكثر الشعوب تأثرا واستقبالا للثقافات الأخرى. فقد أدى الغزو الفكري الغربي، كما يقول أحد الكُتاب، إلى بروز نوع من الثقافة الغربية داخل المجتمعات العربية سواء من حيث تقليد الغرب في لباسهم، أو ثقافتهم، أو في قوانينهم، أو حتى تنظيم مهرجانات على غرار المهرجانات الغربية الصاخبة .. حتى كِدنا نفقد هويتنا الثقافية. * * * المشكلة الجوهرية في قضية التوجه نحو الثقافة الغربية, كما ترى الكاتبة الصينية ون ون هو أن الناس فخورة للغاية وراضية بالهيمنة التي تعتبرها الغالبية حداثة دون وعي منها. ويشبه بعض الصينيين محاولة سيطرة الثقافة الغربية على عمليات العولمة هذه الأيام بهيمنة الغرب على الصين في فترة الاستعمار. لكن هناك اتفاق بأن المعركة مازالت صعبة على الغرب فقد نجحت الثقافة الصينية في الحفاظ على مكتسباتها الأساسية ومازالت الثقافة الصينية قوية في الداخل، مؤثرة على معظم دول الجوار. * * * العجيب أنه بينما تحب كثير من شعوب العالم أمريكا ويقلد شبابها تقاليعها فإن الشباب الأمريكي الأكثر تعليماً، كما يقول أريك هوفر، يكرهون بلادهم ( كراهية بلا حدود) ويؤكد بأنه «ليس هناك مكان في الحاضر يكره فيه المتعلمون بلادهم مثلما هو الحال في أمريكا»؟! نافذة صغيرة [ ماهو الحل لكي نجعل من الثقافة العربية والإسلامية ثقافة قوية نواجه بها مخاطر الثقافات الأخرى؟!].