بدعوة من اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات كنت في الإمارات للمشاركة في ملتقى الإبداع الخليجي، الذي يأتي تزامنًا مع احتفالات الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الوطني زادها الله رقيًا وأمنًا.. تحديدًا كنا في الشارقة التي كان لها من اسمها نصيب، فهي مشرقة بأدبائها وكتابها ونشاطهم الملموس، وملتقى أدباء الخليج دليل يشي بالتفرد والتميز حيث جمع أدباء وكتابًا ونقادًا من دول الخليج تحت سقف الإبداع، ومما زاد الشارقة إشراقًا انضمام أدباء من العراق واليمن للمشاركة في الملتقى لتصل الثقافة ما انقطع أو كاد.. هذا اللقاء في دورته الثانية بعنوان: «القصة وتحولاتها في الألفية الثالثة» أثبت أن للقصة امتدادًا لن يزول، وهي حية ما دامت الحياة تسري في أرواح مبدعيها وإن أرجف المرجفون وتنبأ المنجمون.. كثيرة كانت جماليات الملتقى، ولعل من أهمها تلك الأجواء الإبداعية التي أتاحت الالتقاء بهؤلاء الأدباء واستماع وقراءة نصوصهم القصصية، ومتابعاتهم النقدية التي أسهمت بشكل كبير في إثراء اللقاء وبث جسور التواصل الفكري بين الحضور وإثارة النقاش وتبادل الآراء في جو أدبي صحي خالٍ من العقد والمنغصات، أسهم في جماله الرقي والبساطة والكرم الإماراتي، وبشاشة الزملاء في الاتحاد، وهذه الروح المتفردة هي ما سيبقي نقشًا في الذاكرة.. شكرًا للإمارات وأهلها الطيبين، ولأيام القصة التي جمعت في أيامها الإبداع والنقد الذي اختلف وتنوع لكنه ظلَّ وفيًا للحقيقة مخلصًا لها، وظل حوارًا يثري ولا يصادر، يختلف ولا يعادي...