فرض السرد نفسه على توصيات ملتقى الإمارات الأول للإبداع الخليجي الذي نظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات خلال الأسبوع المنصرم بمشاركة أكثر من 30 مبدعا ومبدعة من الإمارات والسعودية والكويت وقطر وعمان والبحرين. وقالت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى نائبة رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أسماء الزرعوني: إن الملتقى الذي امتدت فعالياته على مدى أربعة أيام خرج برؤية مستقبلية قصيرة المدى، سيبدأ تطبيقها من الدورة المقبلة وما يليها من دورات تتمثل في تخصيص محور إبداعي لكل دورة ، حيث اختار المشاركون القصة القصيرة محورا للدورة المقبلة، كذلك أكدوا على وضع لائحة داخلية للملتقى تتضمن شعاراً دائماً له، وأن تخضع البحوث المقدمة للنظر من قبل متخصصين قبل إقرارها، كما أوصوا بأن تستضاف في كل دورة شخصية تمثل المحور الذي تحمل الدورة عنوانه، لتكون شخصية العام. وكانت فعاليات الملتقى تنوعت بين مختلف الأجناس الأدبية، حيث انطلقت بأمسية شعرية شارك فيها الشعراء السعودي عبدالله الوشمي، والإماراتيان عبدالله الهدية، وإبراهيم محمد إبراهيم، وأدارها الشاعر الإماراتي خالد الظنحاني، وذلك في قاعة مركز الخليج للدراسات في دار الخليج في الشارقة، ثم أمسية أدبية شارك فيها أحمد العسم الشاعر الإماراتي ورئيس فرع الاتحاد في رأس الخيمة ومحمود الرحبي من عمان والقاصة الإماراتية فاطمة عبد الله والقاص والروائي السعودي محمد المزيني الذي قرأ قصصا قصيرة جداً، فيها سقطت الحدود والحواجز بين الشعري والسردي، والواقعي والمتخيل. ثم الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد. أما ندوة الملتقى التي أتت تحت عنوان (المشهد الثقافي والأدبي الخليجي) واحتضنها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة فتحدثت فيها د. ليلى السبعان من الكويت من ورقة حول (أوجه التنمية الثقافية في الكويت)، حيث تناولت في البداية جذور الثقافة في الكويت، وتأثير الموقع الجغرافي على الحركة الثقافية، ثم استعرضت أهم المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في هذه الحركة، ودور كل منها في التنمية الثقافية. ثم قدم د. سلطان القحطاني من السعودية مسحاً لأهم أوجه النشاط الثقافي في السعودية، كما عن الرواية السعودية، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من الروايات الصادرة لا تنتمي حسب رأيه إلى عالم الرواية. وفي ورقة حملت العنوان: (الملامح الثقافية في دولة قطر الشعر نموذجاً) رسمت د. هيا الدرهم صورة بانورامية عامة للمشهد الشعري القطري منذ سنوات نهضته الأولى في القرن التاسع عشر، وحتى الثلث الأول من القرن العشرين، ورصدت أهم المنعطفات التي عاشتها القصيدة. أما المشهد الثقافي في الإمارات فتولت القاصة الإماراتية نجيبة الرفاعي في ورقتها محاولة جلاء أهم معالمه، ورأت أن الحركة الثقافية الإماراتية قد تكونت نتيجة تفاعل عنصرين رئيسين هما: العنصر البشري، والعنصر المادي. ثم استعرضت بعض المحاور التي قالت إنها أثرت هذه الحركة كالجوائز، والمهرجانات السينمائية، والترجمة، والانفتاح على الثقافة والتراث العالميين. وفي محاولة للإحاطة بمعالم المشهد الثقافي في سلطنة عمان قسمت الباحثة العمانية ابتسام الحجري في ورقتها هذا المشهد إلى ثلاثة محاور: الشعر بأنماطه الثلاثة (التقليدي، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر). ثم السرد بشقيه (القصة القصيرة، والرواية)، والمحور الثالث أسمته (المبادرات الفردية) وجمعت فيه الترجمة والمسرح والسيرة الذاتية والحركة النقدية والنشر الإلكتروني وبناء المدونات. واختتمت الندوة أعمالها بورقة الباحث والناقد البحريني فهد حسين التي سلطت الضوء على تجارب الشباب الإبداعية والنقدية في السنوات العشر الأخيرة سواء في حقل الشعر أم السرد. وكانت آخر الفعاليات الأدبية للملتقى أمسية شعرية قصصية أدارها محمد المزيني وشارك فيها كل من الشاعرة صالحة غابش من الإمارات، القاص عباس عبد الله من البحرين، والشاعر سالم الرميضي من الكويت، والقاصة نورة بوغيث من الكويت، والشاعر علي الشعالي من الإمارات، والقاصة حصة السويدي من قطر.