وصفت القاصة شيمة الشمري ملتقى الإبداع الخليجي بالشارقة والذي نظم مؤخراً وشاركت في دورته الثانية تحت شعار: (القصة وتحولاتها في الألفية الثالثة)، بالمناخ الصحي لتعاطي الأدب والإبداع الإنساني بعيدا عن العقد والمنغصات، مشيرة إلى أن الملتقى محفوف بالكرم والبساطة والرقي، وحافل بالثراء والتنوع.. وفي بداية حوارنا مع القاصة شيمة الشمري عضو مجلس إدارة نادي أدبي حائل سألناها عن انطباعها عن ذلك الملتقى فأجابت منتشية: ذهبت بدعوة من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات للمشاركة في ملتقى الإبداع الخليجي بالإمارات، الذي يأتي تزامنا مع احتفالات الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الوطني زادها الله رقيا وأمنا.. وكنا تحديدا في الشارقة التي كان لها من اسمها نصيب، فهي مشرقة بأدبائها وكتابها ونشاطهم الملموس، وملتقى أدباء الخليج دليل يشي بالتفرد والتميز حيث جمع أدباء وكتابا ونقادا من دول الخليج تحت سقف الإبداع، ومما زاد الشارقة إشراقا انضمام أدباء من العراق واليمن للمشاركة في الملتقى لتصل الثقافة ما انقطع أو كاد.. هذا اللقاء في دورته الثانية بعنوان: «القصة وتحولاتها في الألفية الثالثة» أثبت أن للقصة امتدادا لن يزول، وهي حية ما دامت الحياة تسري في أرواح مبدعيها وإن أرجف المرجفون وتنبأ المنجمون. * وما أبرز جماليات هذا الملتقى؟ كثيرة كانت جماليات الملتقى، ولعل من أهمها تلك الأجواء الإبداعية التي أتاحت الالتقاء بهؤلاء الأدباء واستماع وقراءة نصوصهم القصصية، ومتابعاتهم النقدية التي أسهمت بشكل كبير في إثراء اللقاء وبث جسور التواصل الفكري بين الحضور وإثارة النقاش وتبادل الآراء في جو أدبي صحي خال من العقد والمنغصات، وأسهم في جماله الرقي والبساطة والكرم الإماراتي، وبشاشة الزملاء في الاتحاد، وهذه الروح المتفردة هي ما سيبقي نقشا في الذاكرة.. فشكرا للإمارات وأهلها الطيبين، ولأيام القصة التي جمعت في أيامها الإبداع والنقد الذي اختلف وتنوع لكنه ظل وفيا للحقيقة مخلصا لها، وظل حوارا يثري ولا يصادر، يختلف ولا يعادي. * ماذا تقصدين ب(جو أدبي صحي خال من العقد والمنغصات).. هل أجواؤنا الأدبية المحلية ملوثة؟! هناك احترام للمرأة ولوجود الأنثى المبدعة، حيث لا فصل يثير التوجس ولا عزل يوحي بالريبة، أماكن مخصصة للرجال وأخرى للنساء، وأخرى مختلطة ، ولا خوف من أن تقف وتناقش مع أديب آخر دون أن تكون محاطا بالظنون السيئة، والنوايا الرمادية! خلاف ذلك الملتقيات الخارجية تجمع عدة مشارب من عدة دول فتجد المبدع الخليجي والعراقي واليمني وهذا يشكل ثراء وتنوعا وتلاقحا للأفكار ونقلا للخبرات والتجارب الإبداعية وهذا ما تفتقده مع الأسف الملتقيات المحلية. * حسنا.. هل ترين أن الاتجاه إلى كتابة القصة القصيرة من بعض الأسماء المطروحة على مستوى المشهد الثقافي هو هروب من مواجهة الشعر الكبرى؟ أوافقك أن كثرة القاصين هو نتيجة لاستسهال هذا الفن، مع أن هذا الفن ليس سهلا، ولكن كما أن هناك دخلاء على الشعر واستسهالا له في ظل وجود قصيدة النثر، هناك أيضا دخلاء على فن القصة وجهلة بأبجديات وفنيات كتابة القصة، فكما أن بعض المستشعرين يكتبون سطرا أو سطرين أو حتى كلمتين ويسمونها قصيدة نثر، وهي خالية من روح الشعر ومن مقومات القصيدة التي عرفناها وألفناها، في المقابل هناك لصوص كثر، يسرقون أعمالا مترجمة أو أفكارا أجنبية ويعيدون صياغتها قصة أو أعمالا روائية سعيا للشهرة والانتشار.. لا أكثر. * إذا كنا مؤمنين تماما أن القصة فن مقروء وليس منبريا، فلماذا نجد القاصين يزاحمون الشعراء على المنابر الأدبية؟ أنا معك بأن القصة متعتها الحقيقية تكمن في القراءة وليس الإلقاء، ولكن هذا لا ينطبق على كل القصص، ففي ملتقى حلب للقصة القصيرة جدا مثلا كانت متعة القصة المنبرية حاضرة بسبب قصر العمل الفني، ذلك أنه يربط المتلقي بخيط واحد ومختصر، وفي أسطر معدودة بعيدا عن الطول الذي قد يشتت المتلقي أو يصيبه بالملل، فيستطيع المستمع أن يقبض على بداية ونهاية القصة بشكل ممتع. أما القصص الطويلة أو المقاطع التي تتلى من الروايات فهذه فعلا مملة، وأحبذ أن تكون قراءة لا إلقاء. * وماذا عن النادي الأدبي بحائل؟ بالنسبة للنادي الأدبي فأصدقك القول ندمت لترشيح نفسي خاصة بعدما ظهر ما ظهر من طعون وشكوك كانت تراودني، كما أن الجو في النادي لا يناسبني، هناك فجوة كبيرة بيننا واللوم كل اللوم على اللائحة التي جمعت أناسا ليس لهم علاقة بالأدب والثقافة، إضافة إلى تهميش دورنا نحن النساء، والأصوات غلابة في ظل غياب الزملاء هند الفقيه وفهد العوني، وعائشة التي ستغادر نهاية الشهر في بعثة خارج المملكة، ومن هنا فالوضع غير مشجع للفعل الإبداعي وكما يقال: (يد واحدة لا تصفق).