إذا قدّر الله عليك أن تقصد المركز الصحي في حي الصحيفة وسط جدة، فإننا ننصحك بضرورة أن تكون لديك بوصلة أو خريطة تحتوي على مداخل ومخارج هذا الحي الشعبي لتسهيل وصولك إلي موقع المركز، وإلا فإنك ستضيع في أزقة الحي المتداخلة. المواطنون هناك يتطلعون إلى حلول عاجلة لواقع مركزهم الصحي من خلال إيجاد مبنى حكومي مجهز بأحدث التجهيزات التي تمكنه من تقديم خدمات أفضل لمرضاهم، ووصف بعضهم وضع المركز الحالي ب «المؤسف»، فمبناه قديم متهالك، تحيط به المحلات التجارية والمستنقعات المائية، مساحته محدودة، إمكانياته ضعيفة، وخدماته منقوصة، فضلا عن صعوبة الوصول إليه. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في مركز الصحيفة الذي وصلناه عبر مستنقعات للمياه الراكدة في طرقاته الضيقة التي لا تتسع لمركبتين في آن واحد. كان المشهد أبعد ما يكون عن «الصحة»، فالمستنقعات المائية تشكل مرتعا خصبا لتوالد البعوض الذي انتشرت أسرابه في المنطقة المحيطة، وبعد معاناة وصلنا إلى مقر المركز الذي يقبع وسط الحي في عمارة سكنية لا تحمل أيًا من مقومات واشتراطات السلامة، فهو محشور وسط عدد من المحلات التجارية في ذات المبنى، ولا توجد مواقف لسيارات المراجعين الذين وصفوا مركزهم ب «العجوز» كونه لم يشهد أي تغيير أو تطوير، مطالبين بضرورة إيجاد مبنى بديل أكثر قدرة على تقديم خدمة أفضل للسكان. يوسف حلواني قال: يشهد هذا المبنى ترميما من الداخل فقط، ولكنه من الخارج وبكل أسف لا يستحق أن يكون مقرا لمركز صحي، ناهيك عن كونه حكوميا في ظل ما تنفقه الدولة وما تعتمده من ميزانيات ضخمة لهذا القطاع. وعن الخدمات الصحية التي يقدمها قال: كل ما يفعله المركز هو التحويل، لدرجة أنه ترسخت لدينا قناعة بأن العاملين فيه ليس لديهم من حلول للمرضى سوى التحويل، وتقتصر الخدمات التي يقدمها على قياس الضغط والسكر ومتابعة حالات الحمل والولادة، أما الادوية فهي مضادات ليس لها أي فاعلية - على حد تعبيره -. وأضاف: لا توجد غرفة للطوارئ، ولا يوجد إسعاف خاص بالمركز لنقل المرضى، حيث يضطرون في الحالات الطارئة للإتصال بالهلال الأحمر. مطالبات بمبنى بديل وطالب أحمد السفياني وزارة الصحة بإيجاد مبنى حكومي أو استئجار مبنى آخر تتوفر به مقومات السلامة الصحية ويتسع لكافة التخصصات والخدمات الطبية اللازمة. من جانبه قال زاهر أبو الفضل: من يضطر لمراجعة هذا المركز يجد صعوبة في الوصول إليه بسبب وجوده وسط حي شعبي، وتحيط به المستنقعات المائية من كل مكان، فيجب إيجاد مبنى بديل ونقله من مبناه الحالي الذي أكل عليه الزمن وشرب. وأشار إلى أن المركز يفتقد إلى مواقف لسيارات المراجعين كونه يقع في حي شعبي شوارعه عبارة عن أزقة ضيقة، فضلا عن الروائح المنتشرة في المنطقة بسبب المستنقعات التي تحيط به، وتمثل مرتعا خصبا للبعوض الناقل للأمراض .