يا خادم الحرمين، يا أيها الشهم، إن الأقلام لتعجز بكل ما تملك عن التعبير عما تكنه القلوب من حب وتقدير لكم، ونحن نعيش مناسبة حصولكم يا خادم الحرمين على وسام الأبوة العربية، والمقدم من أطفال الدول العربية تكريما وتقديرا لك على جهودك الإنسانية والخيرية، هذا الوسام لنا وللوطن، كيف لا وقد دمعت عيناك بصدق الأبوة عندما رأيت الأطفال الذين استشهدوا آبائهم وأنت تمسح عينيك بروحك الإنسانية ورقيق مشاعرك وقلبك الطيب. تقول الدكتورة إلهام سعيد هرساني، سفيرة الأممالمتحدة للخدمات الإنسانية: إن خادم الحرمين الشريفين رجل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو إنسان يعمل من أجل أن يسود السلام كل العالم، وهو إنسان يصنع جيل بإنسانيته، قادر على تحمل المسؤولية تجاه قضايا أمته.. انتهى. يكفينا فخرًا أن هذا البلد المعطاء تخطو خطوات حثيثة لتطوير العمل العربي المشترك وتأصيل القيم العربية، وللمملكة دور كبير في ترسيخ روح التضامن، ومن هذا المنطلق نال الشهم خادم الحرمين احترام ومحبة الجميع، بعدله وحزمه وصدق مشاعره تجاه قضايا أمته. إن أبناء هذا الوطن يقدرون وفرحون بهذا الوسام، الذي يعكس المحبة والتقدير، الذي يحظى به الأب الحاني عبدالله بن عبدالعزيز، وأنت تؤسس لحوار عالمي بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات، يكفينا هذا وأنت في كلماتك تدعو إلى إحلال السلام محل النزاعات والصراعات، واتخاذ الحوار منهجًا لتقريب المسافات بين أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات. نعم.. مسيرة حافلة بالإنجازات وخطوات ثابتة خطى فيها ملك الإنسانية بكل ثقة وعزيمة في سبيل تطوير ورفع اسم المملكة العربية السعودية عاليًا اتباعًا لنهج من سبقوه في وسط كل هذه الظروف السياسية والاقتصادية السائدة في العالم. ففي عهد هذا القائد العظيم الملك عبدالله، شهدت المملكة على الصعيد الداخلي إنجازات هائلة في كافة القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، إضافة إلى التصدي للإرهاب وتوسعة الحرمين الشريفين، ففي كل قطاع من هذه القطاعات أضاف -يحفظه الله- بصمة لا تنسى، ففي القطاع الاقتصادي نرى إنشاء العديد من المدن الاقتصادية، وفي قطاع التعليم نرى زيادة في عدد الجامعات والمعاهد في جميع أنحاء المملكة بالإضافة إلى ارتفاع أعداد المبتعثين للخارج، وفي القطاع الصحي زيادة في عدد المستشفيات والكثير الكثير مما لا يسعني ذكره. أما على الصعيد الخارجي نرى لمسات -أيضًا- لا تنسى لهذا القائد العظيم من مساعدات ومعونات خارجية للمحتاجين، وزيارات لتحسين العلاقات في العالم مما يؤهل المملكة لتكون على أول القائمة في أي حدث يخص المنطقة العربية، وفي العالم أجمع، ورفع رايتها في العالم الإسلامي لما لها من مكانة أتت من حرص هذا الملك الصالح على تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية. خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل الاستثناء أحد الرجال الذين أكرمهم المولى، وحققوا المعادلة التاريخية، فهو يمثل خط الاعتدال والشفافية، وهو رجل المواقف والتوجيهات الرائدة، هذا الرجل الذي لا يفوّت فرصة إلا ويستغلها ليُعطي شعبه بسخاء، ونتذكّر كلمته بعد توليه الحكم والتي يقول فيها: إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز، وأشعر أن الحمل ثقيل، وأن الأمانة عظيمة، أستمد العون من الله عز وجل، وأسأله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم الله، وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستورًا والإسلام منهجًا، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالبًا منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وأن لا تبخلوا عليَّ بالنصح والدعاء. حفظ الله الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، رجل الأمة والأب الحاني.