أجمع أكاديميون وباحثون ومثقفون على استحقاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوسام الأبوة العربية الممنوح له من قبل جامعة الدول العربية؛ تكريما وتقديرا له على جهوده الإنسانية والخيرية. وأكد المختصون أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين خطت خطوات ملموسة في مسار تطوير العمل العربي المشترك وجهود الارتقاء بالإنسان العربي وترسيخ القيم العربية الإسلامية الأصيلة لديه، مشيرين للدور المتميز للمملكة في استنهاض روح التضامن بين أعضاء الأسرة العربية والذي كان أساسا للنهوض بالأمة والإنسان وتقدم المجتمعات العربية، ولفتوا إلى جهود خادم الحرمين الشريفين في تعزيز ودعم الخطط التنموية الشاملة في مجالات الأسرة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة والرفاهية لدى المواطن السعودي والعربي. وعبر وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد أحمد الرشيد عن سعادته بحصول خادم الحرمين الشريفين على وسام الأبوة قائلا «أنا مسرور جدا بالخبر فقد ذهب الوسام لمن يستحقه فالملك عبدالله قائد مظفر حريص على شعبه وأبنائه وقلبه مفتوح للجميع». واسترجع الرشيد موقفا يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم أبنائه الشباب عندما تقدم الرشيد بمشروع مؤسسة الملك عبدالعزيز وأبنائه لدعم الموهبين، وأوضح الرشيد أن الملك «وافق فورا على المشروع وكانت مفاجئة سارة لي ولكل أبنائه الموهبين بموافقته على أن يصبح رئيسا للمؤسسة»، وأكد الرشيد حرص الملك الإنسان على دعم أبنائه الموهبين في كل مكان، وأضاف «بل كان يطالبني بتلمس الطلبة والأبناء النوابغ وتهيئة البيئات الصحية لهم لتنموا إبداعاتهم وينعكس ذلك على تقدم الوطن وتنميته». المربي الأول وأشار الرشيد إلى أن خادم الحرمين الشريفين يعتبر أكبر داعم لمسيرة التربية والتعليم في المملكة فقد شهدت المملكة في عهده قفزات كبيرة في دعم الأبناء والبنات على كل المستويات لذلك لا غرابة أن يذهب الوسام لمن يستحق عن جدارة لما قدمه من عمل ملموس واضح، مضيفا «أهنئ المملكة وشعبها بفوزه سائلين الله أن يديمه ذخرا لنا مع إخوانه». وعد مدير جامعة أم القرى الأسبق الدكتور سهيل بن حسن قاضي وسام الأبوة العربية الذي منح لخادم الحرمين الشريفين، حلقة في سلسلة طويلة من الجوائز التي حازها الملك عبدالله نظير جهوده التي يعرفها القاصي والداني. ولفت قاضي إلى أن وسام الأبوة العربية استحقاق جديد للملك الإنسان الذي عرف عنه بعد نظره ولا أدل على ذلك من كلماته التي يضمنها سياسته المستقبلية ويؤكد من خلالها ضرورة إنشاء المشاريع التربوية والتعلمية والتنموية التي ينعكس خيرها على الأجيال، ولو عدنا لأي كلمة من كلماتها لتلمسنا خطاب الأب الحاني تجاه أبنائه مما يدل دلالة عملية على أنه الأب الحقيقي للوطن وشعبه، مؤكدا أن هذا الوسام يعكس المحبة والتقدير والاحترام الذي يحظى به خادم الحرمين الشريفين على المستويات كافة في مختلف دول العالم. الحوار ونبذ الصراع وأكد قاضي أن خادم الحرمين الشريفين نال احترام ومحبة الجميع من قادة وشعوب في مختلف دول العالم بأعماله الجليلة وعدله وحزمه وصدقه ونقاء سريرته ونبل أخلاقه ومحبته للخير والإخاء ونبذه للعنف وسعيه للسلام، منوها بدعوته التي أطلقها للحوار بين أتباع الديانات واجتماعه بقياداتهم من أجل وضع حد للصراع الديني الذي أصبح يهدد المجتمع الدولي. وأبان قاضي جهود خادم الحرمين الشريفين في تطوير مناهج التعليم في المملكة وإنفاقه بسخاء على المدارس والجامعات والمعاهد، وجهوده في تطوير المستشفيات والرعاية الصحية لأبناء المملكة حتى أصبحت المملكة رائدة في المجال الطبي على مستوى الشرق الأوسط. الإنسانية والفكر من جهته أكد أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن محمد سفر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اسم مدو في عالم الإنسانية والفكر والثقافة الإسلامية والعربية وعالم السياسة الدولية. وقال إن شخصية الملك تتميز بخصائص ومزايا فطرية ومكتسبة متعددة المشارب حيث أن شخصيته تمتلك الهيبة، والإجلال، والعطف، والحنان، والإنسانية، والنخوة، والشهامة، فليس بغريب أن يمنح جائزة الأبوة فهي جائزة تمنح لمن قدم للعالم عطاء وإثراء في عالم يموج بمتغيرات، وتطورات متسارعة قدم المنح، والمساعدات، ورأب الصدع. العمل بصمت وأضاف سفر «من يقترب منه يعلم أنه يعمل بصمت، وتخطيط مدروس، ومفاجآت تحمل في طياتها البوادر الإنسانية والنزعات الرحيمة، مبينا أن العطاء الذي منحه الله إياه امتد خيره إلى القاصي والداني، فعطفا على المستحقين من ذوي الحاجات نجد أن الإشراق الشمسي الداخلي عم المدن والأحياء من مملكتنا الحبيبة شرقا وغربا، وأضاء الظلام الدامس بشعلة من شموع الأمل، لذلك تجد الجميع يلهج بالدعاء والتوفيق لهذا الحاكم العادل. وشدد سفر على أن ما ناله من جوائز ويناله من عطاء رباني أكبر ثمرة العمل الصالح والنوايا الصادقة لملك يدعو إلى الاعتصام والتعاون على الخير والبعد عن الفرقة، والصفح والعفو، معتبرا أن هذا هو فيض من عطاء ومنهج الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عليه النعم، وأجرى على يديه كل خير لأمته في الداخل والخارج. وعبرت الاستاذ المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز قسم التقنية الحيوية، ونائب المدير التنفيذي المكلف لجمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو رأس عن سعادتها بحصول خادم الحرمين الشريفين على جائزة الأبوة العربية، مؤكدة أن جهود الملك في كافة المجالات تشهد له. حماية البيئة وركزت أبو رأس على دور الملك في تحقيق بيئة مثالية من خلال الجهود التي تبذل في مصلحة الأرصاد وحماية البيئة وذلك استشرافا منه نحو بيئة أفضل يعيش فيها الآباء وينمو فيها الأبناء بعيدا عن الأمراض والظروف السلبية على حياتهم وصحتهم، معتبرة وسام الأبوة شيئا قليلا فما قدمه الملك أكبر من عطاء إنساني أبوي متدفق، فضلا عن دور الملك عبدالله الرائد الذي يقوم به في خدمة الإنسانية ومكافحة الفقر ودعم التعليم في دول العالم النامي كافة. ملك المبادرات من جانبه، شدد عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان ونائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية المحامي الدكتور هادي بن علي اليامي على أن حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على وسام الأبوة العربية لهو خير دليل على العطاءات الإنسانيه والخيرة لهذا الحاكم العادل. وقال اليامي «كما تلمست الشعوب العربية هذه الدلالات فإننا كسعوديين نفتخر بالمبادرات المعطاءة لخادم الحرمين الشريفين تجاه الإنسانية حتى سمي «ملكها» إذ لم يذخر جهدا ولا مالا إلا ونذره لتسخير الإمكانات الموجهه لخدمة أبناء شعبه والشعوب العربية عامة». وأكد اليامي على أن هذا اللقب يضاف إلى قائمة الإنجازات المتواصلة للملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإنسانية قاطبة، فهو وإن كان قائدا للمملكة العربية السعودية وماتمثله من ثقل عربي ودولي إلا أنه لطالما سخر جانبا مهما من مسؤولياته واهتمامته لخدمة القضايا الإنسانية. وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين حرص ومايزال على بناء أجيال جديدة محبة للسلام من خلال أعماله الخيرة وعدله وصدقه ومحبته للخير ونبذه للعنف وما مبادرته بإطلاق الحوار بين أتباع الديانات إلا خير شاهد على سعيه لنشر ثقافة السلام والتعايش والمحبة. ولفت إلى أن مبادراته الإنسانية الأخرى لا يمكن حصرها في هذا المقام ولعل من أهمها مبادرته تخصيص مليار دولار لمكافحة الأمية في العالم وتوفير فرص التعليم الابتدائي الإلزامي للأطفال كافة بحلول عام 2015م وتخصيص نصف مليار دولار على شكل قروض إنمائية لمشاريع التعليم في الدول النامية والأقل نموا، وكذلك تخصيصه نصف مليار دولار لبرنامج الغذاء العالمي وإعفاء دول العالم الفقيرة من تسديد ستة مليارات دولار من ديونها المستحقة للمملكة. وخلص اليامي إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو خير من يشرف لقب الأبوة العربية وهي دعوة أيضا للاقتداء بهذه السيرة النبيلة والذكرى الخالد لملك عادل. الوالد الحنون ويرى الكاتب والباحث الدكتور زيد الفضيل أن الجائزة ما كانت لتذهب إلى غير من توجهت إليه طائعة مختارة، دون تكلف أو عناء، ودون تمطع أو محاباة، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك الوالد عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، الذي مثل لأبناء وطنه ولأبناء أمته العربية والإسلامية الوالد الحنون، الرفيق بهم، الحريص على خيرهم وتقدمهم. مؤكدا على «أنه شعور أجزم أنه قد تلامس معه كل من رآه أو استمع إليه وجدانا ومحبة، وهو فوق ذلك الإنسان الرفيق بأخيه الإنسان دون تمييز أو تعنصر لملة أو طائفة أو عرق، الأمر الذي أدركته فعلا لا قولا كل الشعوب المحرومة على هذه الأرض، التي لم يبخل عنها أو يقصر في مساعدتها متى بلغه من أمرها شيء». ولفت الفضيل إلى دور الملك عبدالله كراع مسؤول عن رعيته في التفاعل مع أهله ومواطنيه بكل شفافية وصدق، إلى الدرجة التي جعلت منه رمزا لكل من ينضوي تحت لوائه، وفرض على القاصي والداني محبته واحترامه كوالد قبل أن يكون ولي أمر فرض الله علينا طاعته، فهنيئا للجائزة به. وأضاف الفضيل «على أن فضله وجوهر قيمته المعنوية لم ينكفئ عند صدق تعامله، ورقة مشاعره تجاه كل من يقترب منه، وعظيم احترامه لكل من يتواصل معه صغيرا كان أو كبيرا، بل تعدت كل ذلك إلى همته لإنجاز ومتابعة الكثير من المشاريع التنموية، التي من شأنها أن ترتقي بأبنائه، وتخدم أمته شرقا وغربا». ويؤكد الباحث في السياسة الشرعية الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي أن الوسام الذي قدمه أطفال العرب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ تكريما له، وتقديرا على جهوده الإنسانية، والخيرية يعد ترجمة لما قام به من جهود كبيرة، وعلى رأسها: مواجهة التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في المنطقة في ظل الظروف الراهنة. وقال القويعي «يتحدث الناس عن واحد من عظماء الرجال في العصر الحديث، وقائدا إصلاحيا فذا بكل المقاييس، تميز بإرادة سياسية، وحنكة اقتصادية، لم تكن معهودة في عهده. فاستطاع في زمن قياسي، ووفق معطيات علمية، وإحصائيات دقيقة، أن يكون من أقوى الشخصيات المؤثرة في العالم، من ناحية التأثير على مستوى الأحداث الداخلية والخارجية ، كما جاء في تقارير عالمية، وصحف دولية، ومجلات عالمية؛ ليكون ضمن قائمة الزعماء، والقادة الأكثر تأثيرا من حيث الاستقامة، والصراحة، والوضوح». ويلاحظ القويعي أن العلاقة تبدو كحالة عشق بين الشعب السعودي، وقيادته الصادقة المخلصة، في بلد تأسس على القيم الإسلامية، وراية التوحيد. وهو ما يمثل عطاء تاريخيا ومنهجا فريدا في الإصلاح، وأساس بناء في المرحلة القادمة. وأشار إلى أن الملك عبدالله اهتم كثيرا برعاية المواطن، وتأمين الحياة الكريمة له، في عالم كان ولا يزال مليء بالتحديات، والتحولات الكبرى، يضاف إلى التحديات التي خاضتها الدولة، ونجحت في اجتيازها، ومن ذلك: الحفاظ على الوحدة الوطنية، وكل ما يصب في مصلحة المواطن، والوطن. تعامل أبوي من جهتها قالت عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة التربوية أسماء الهاشم «نحن اليوم أمام واحدة من تلك الهامات الشامخة التي تضاف إلى تلك السلسلة النورانية من العظماء، إننا أمام رجل ليس ككل الرجال الذين عرفهم زماننا، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإن قلت إنه ملك صالح فنعم.. وإن قلت والدا رحيما فنعم، وإن قلت ابنا بارا فنعم، وإن قلت أخا كريما فنعم، فكيف لا يكون عظيما؟». وأضافت الهاشم «لقد اعتاد الناس أن ينعتوا الرجال بحسب الأبرز من أخلاقهم فيقولون: حاكم صالح، أو قائد شجاع، أو قاض عادل وهكذا.. أما أن تجتمع جل المكرمات في شخص رجل واحد فهذه والله لحالة يندر أن تتكرر عبر القرون». وأشارت إلى أنه «عندما نريد الحديث عن شمائله فإننا نحار من أين نبدأ؟ لقد توحد الشعب على حبه حتى حظي بلقب ملك القلوب وذلك قبل أن يمضي عامه الأول في الحكم، ولما طالت أياديه البيضاء وخلقه السمح وأعماله الخيرة شعوبا أخرى قلدته وساما آخر فلقبوه بملك الإنسانية». وتؤكد الهاشم أنه عندما أعلنت الجامعة العربية أنها منحت جائزة الأبوة العربية ولأول مرة في تاريخها لخادم الحرمين الشريفين فإنها لا تقول إن الجامعة العربية قد كرمته عندما منحته جائزة الأبوة العربية بل الصحيح أنه هو من كرمها، فقد حظي بملك القلوب والإنسانية ليكون أبا للعرب جمعاء، وختمت حديثها قائلة «هنيئا لنا بك أيها الملك الصالح، وهنيئا لكل العرب بأبوتك».