ما أروعك يا خادم الحرمين الشريفين في تعاملك مع أبناء شعبك تحديدًا، ثم أبناء أمتك شمولاً وما أعظم ذلك الحب الذي يحمله لك أبناء شعبك لقربهم منك وملامستهم لإنسانيتك العظيمة وما أعظم التقدير الذي يكنه لك أبناء أمتك العربية والإسلامية الذي تجسدت صورته في الكثير من المواقف المتبادلة التي كان آخرها أن منحك أبناء أمتك العربية وسام الأبوة العربية لدورك العظيم في بناء أجيال جديدة محبة للسلام والخير والحضارة والنماء ، هذا الوسام الذي يؤكد على أن تلك الإنسانية الحانية الحكيمة التي تحملها قد تجاوزت حدود وطنك المتشبع بها سلوكاً وممارسة لم يفرضها عليهم أحد ولم يحجبها عنهم حاجب أو سلطان. وكم أنت رائع سيدي ملك الإنسانية وأنت ترسم لأمتك صورة بيضاء ناصعة لسلوك الحاكم الحق وقيمه الفاضلة المستمدة من قيم ومبادئ ديننا الحنيف التي رسمها لنا مشرعنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في ظل متغيرات تعيشها أمتك العربية في هذه الفترة تحديداً أكدت فيها أن الحاكم لابد وان يكون قدوة في عطفه وحبه وحنوه على شعبه لا أن يكون قوة قامعة مستبدة. نحن فخورون بك إنساناً وقائداً بعد أن رسمت الكثير من المبادرات الإنسانية التي لن ينساها لك التاريخ ، وسوف يدونها لك ولوطنك بمداد الذهب والتي تجعلنا ننظر إليها بمنظار الفخر والاعتزاز العظيمين وننافح بها عن قيم ومبادئ ديننا الحنيف الذي اُستلبتْ منه الكثير من القيم والمبادئ الفاضلة وشوهت تحت مظلة الارهاب. سيدي ملك الإنسانية كلنا ندرك حجم وقيمة وعظم ما تقوم به لوطنك ولأمتك ونفاخر به ؛ لأنك الرمز الذي يمثلنا أمام العالم أجمع ولأنك وجهت إلينا عيون الإعجاب والإجلال من مختلف الاتجاهات العالمية بعد أن رسمت الكثير من صور العطاء الإنساني والحضاري والقيمي التي نعتز بها وننافح بها في مختلف المحافل الدولية ، إن ما منحك به أبناء أمتك العربية لا ينفك أبدًا عما يمنحه لك شعبك كل يوم من أوسمة تتمثل في الدعاء الصادق والثناء المبجل والولاء المنقطع النظير ، فأنت من فتحت لهم أبواب العلم في جميع بلدان الدول المتقدم ، وأنت من رسمت لهم خطط التنمية الاستراتيجية المتمثلة في بناء المدن الاقتصادية والثقافية ، وأنت من قمعت ولازلت تقمع رؤوس الفساد وأذنابه وأنت من لامست عن قرب ومشاهدة حقيقية لآلامهم وأوجاعهم وفتحت أبواب آمالهم وطموحاتهم ، فكل يوم لك مبادرة وكل يوم لك قرار عظيم يصب في هذا الجانب. وأنت سيدي من احتوى كافة الخلافات التي تعيشها أمتك وسعيت جاهدًا لتضع الحلول والمبادرات لحلها حتى مع من كان لهم مواقف مشينة معكم يومًا من الأيام ، فها أنت قبل أيام تضع لبنة لن ينساها التاريخ بعد أن أعلنت مبادرتك العظيمة في اجتماع مجلس التعاون الخليجي الأخير بإعلان الحاجة إلى الانتقال من صيغة التعاون إلى الاتحاد ، هذه المبادرة التي تسعى فيها إلى لمّ شمل الأمة العربية التي شتتها الأحداث عبر القرون الفائتة في ظل عالم أصبح يسعى إلى تحقيق قوى الاتحاد السياسية والاقتصادية. إن كل ما تقوم به -سيدي- سيبقى صورًا مضيئة تسطع باسم هذا الوطن ويدونها التاريخ عبر سجلاته بمداد الذهب ، فنسأل الله تعالى أن يمد في عمرك حتى تتحقق كل طموحاتك التي تجاوزت حدود الزمن الذي تعيشه والمرحلة التي تسايرها وأن يسدد لك البطانة الصالحة والقوى المساندة التي تعينك على خدمة شعبك وأمتك ، الخدمة التي تليق بمكانة هذا الوطن العظيم الذي يتبوأ مركز القيادة الدينية والسياسية الإسلامية ، بما حباه الله سبحانه وتعالى من ثروة هائلة وأماكن مقدسة وقيادة عظيمة والله تعالى من وراء القصد.