اكد عدد من الخبراء السعوديين والخليجيين والعرب أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز للانتقال من التعاون الى الاتحاد في دول مجلس التعاون الخليجي يجب الاهتمام بها.وأشادوا بكلمة خادم الحرمين الشريفين مؤكدين حرص المملكة الدائم بقيادة خادم الحرمين الشريفين على حل القضايا والخلافات الخليجية والعربية وقيادة المنطقة لبرالأمان. واعتبروا ان دعوة خادم الحرمين الشريفين بمثابة دعوة لتوحيد المواقف والانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة . وأكدوا ل»المدينة» ان المملكة لعبت دورا رئيسا وبارزا في تكوين تكتل خليجي موحد ، حيث كانت منذ البداية أكثر الدول الخليجية حماسا لتوحيد موقف دول الخليج من التحديات الماثلة أمامها. الملك عبدالله صوت الحكمة والعقل واعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود فيصل العاني أن كلمة الملك عبدالله نتاج طبيعي وضروري وجاءت في وقت تمر بها المنطقة بهاجس أمني لا بد لاتحاد دول الخليج العربية من التكاتف . واضاف العاني: كالعادة كان الملك عبدالله بن عبد العزيز هو صوت الحكمة والعقل، الصوت الذي يعمل لصالح كل العرب وما يؤكد ذلك النداء الذي أطلقه واستشرف القادم من الأمور، وبخاصة عندما حدد الخيارين أمام سوريا إما الحكمة أو الفوضى.وجاء نداءه لاعتباره الشعب السوري مكونا أساسيا من مكونات الأمتين العربية والإسلامية، وأشار الى ان دعوة خادم الحرمين للوحدة الخليجية تبعث الامل في نفس كل خليجي كتوحيد العملة وتوحيد السياسة الخارجية لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالامة الخليجية والعربية. تشكيل تجمع عربي خليجي يعود لعام 71 من جهته اكد الدكتور عبد الله المغلوث ان المملكة لعبت دورا رئيسا وبارزا في تكوين تكتل خليجي موحد ، حيث كانت المملكة منذ البداية أكثر الدول الخليجية حماسا لتوحيد موقف دول الخليج من التحديات الماثلة أمامها ، وترجع محاولات المملكة العديدة من أجل تشكيل تجمع عربي خليجي لمواجهة التحديات الإقليمية إلى عام 1971م بعد الانسحاب البريطاني من الخليج العربي. وأوضح ان المملكة بدأت في هذا الاتجاه بتوقيع اتفاقيات ثنائية عام 1976 خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لجميع الأقطار الخليجية، كما أكدت المملكة خلال تلك الفترة على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (حين كان وليا للعهد آنذاك) - رحمه الله - على ضرورة منع التدخل الأجنبي في المنطقة وإخلائها من القواعد الأجنبية مؤكدا حرص الدول الخليجية على سيادتها واستقلالها. وأشار الى ان المملكة بقائدها خادم الحرمين الشريفين أولت جل اهتمامها بالشأن الخليجي وعملت بكل صدق ومحبة وإخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. من جهته اكد المحلل السياسي ابراهيم العقلا ان المملكة منذ البداية من أكثر الدول الخليجية حماساً لتوحيد موقف دول الخليج من التحديات الماثلة أمامها، وترجع محاولات المملكة العديدة من أجل تشكيل تجمع عربي خليجي لمواجهة التحديات الإقليمية إلى عام 1971م حيث تقدمت خلال القمة الإسلامية بمدينة الطائف ، بمشروع يقضي بإنشاء تجمع خليجي وتوحيد مصادر السلاح إلى دول الخليج حتى يصبح التدريب والاستيعاب سهلا، كما طالب المشروع بإقامة تعاون واسع النطاق بين قوات الأمن الداخلي في الدول المعنية بدلا من إنشاء حلف عسكري، واستبعاد الأحلاف العسكرية مع الدول الأجنبية، واشتراك القوات المسلحة النظامية وتأكيد سيادة كل دولة، وتسهيل المحافظة على القانون والنظام الداخلي فيها وتشجيع دول الخليج على تحقيق الاستقلال الذاتي العسكري. المملكة دعت لتحقيق الأمن الجماعي في الخليج وأوضح العقلا انه نتيجة للتطورات التي كانت آنذاك في المنطقة اتسع تصور المملكة لمفهوم الأمن في الخليج، وتبلور ذلك فيما قدمه سمو الأمير نايف بن عبد العزيز من مشروع أسماه (تحقيق الأمن الجماعي في الخليج) الذي كشف عن تفاصيله أثناء زيارة سموه للكويت وباكستان في نهاية عام 1980م. وقدم هذا المشروع تصورا للتعاون المشترك لتحقيق الأمن الداخلي في دول المجلس إلى جانب التنسيق الأمني بين هذه الدول . وأوضح العقلا انه اعلن أن إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي جاء تمشيا مع أهداف الوحدة العربية وفي نطاق ميثاق جامعة الدول العربية، واتخذ المجلس الجديد الرياض مقرا له ، وفي 1981م وتنفيذا لقرار وزراء الخارجية اجتمعت لجنة الخبراء بالرياض لوضع نظام متكامل لما اتفق عليه بشأن مجلس التعاون الخليجي، ومناقشة مشروع النظام الأساسي للمجلس، وبعد عدة اجتماعات تم التحضير لاجتماعات القمة الخليجية في أبو ظبي 1981م، حيث أعلن في الجلسة الافتتاحية التوقيع على النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي.فمنذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة برزت مواقف القيادة السعودية بالفعل قبل القول في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي. الى ذلك قال رئيس قسم المراسلين الصحفيين الأجانب بدولة الامارات العربية ناصر الأغبري إن دعوة خادم الحرمين التي وجهها أمس لقادة دول مجلس الخليج أحدثت أصداء كبيرة.