مقامات 2011 هو عنوان المعرض التشكيلي الوحيد لفناني منطقة الباحة، والذي يتزايد عددهم كل عام؛ فالمنطقة تزخر بالعديد من المواهب الشابة من الجنسين، كما يلاحظ مشاركات عديدة كل عام لفنانين معروفين من خارج المنطقة، وهذا دليل واضح على أهمية ومكانة هذه المنطقة الجميلة التي حباها الله بطبيعه ساحرة، وبوجود مثقفين ومتذوقين ذوي ثقافة بصرية عالية تستطيع تمييز الأعمال الجيدة. ورغم كل هذا إلا أن فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة حالها حال جميع فروع الجمعية في مختلف المناطق، والتي ربما أخذت على نفسها تعهدًا أن لا تقيم سوى معرض واحد طوال العام، ربما لتخفيف المصروفات وترشيد الميزانية العامة للجمعية، أو ربما أن الفنانين كسولون لا يرغبون بأكثر من معرض واحد عابر خلال العام؛ ليذكرهم بوجودهم فقط، على الرغم من جمالية المنطقة، ومن كونها وجهة سياحية لمحتلف الجنسيات، وخصوصًا دول الخليج الذين يعتبرون أن منطقة الباحة من أهم الوجهات السياحية القريبة بالنسبة لهم.. أيًّا كان السبب فهذا لا يقلل من إعجابي الشديد بمستوى الأعمال المعروضة في معرض مقامات 2011، فقد تنوعت الأعمال المعروضة وتلونت بمختلف المدارس الفنية فتجد المدرسة الواقعية والمدرسة التجريدية والمدرسة السريالية والمدرسة التاثيرية وغيرها من المدارس الفنية الجميلة، والأساليب التي أجاد كثيرًا من التشكيليين التعامل معها وصياغتها بأفكار تستحق المتابعة والإشادة، فالفنان عبدالله الدهري أتحفنا بلوحة تمثل أهم الأثار السياحية في الباحة، وهي قريه ذي عين الشهيرة فقد وفق الفنان في اختيار الموضوع وصياغته بطريقة الخاصة وبحرفنه عاليه يكاد العمل أن ينطق ليخبرنا بمدى تمكن هذا الفنان من هذه المدرسة الجميلة فهو فارس الرهان في هذا المجال بلا شك.. وكان للتشكيلي أحمد عصيدان وجود قوي كعادته من خلال لوحة المميزة بالآية الكريمة، قال الله عز وجل :» وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا « {سورة الإسراء - الآيه 105} أخذ الفنان الجزء الأول من الآية الكريمة (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) في اللوحة وأخرجها بشكل جميل وألوان أجمل، واختيار موفق للطاقية التي يرتديها الطالب عند التخرج، ربما يرمز الفنان إلى تفوق هذه اللغة عن ما سواها، وهو صحيح؛ فهي لغة القرآن الخالدة.. صاحب الفكر المتجدد التشكيلي محمد آل سليم كان حاضرًا وبقوة كعادته من خلال أعماله المتجددة وهذه المرة من خلال المدرسة التجريدية، وكان للمتجدد جمعان عيفان حضوره الأنيق، وشيخ الفنانين في منطقة الباحة الأستاذ والتشكيلي المخضرم سعيد ضاوي ذو البصمة المميزة والحضور القوي من خلال المدرسة التجريدية، كما كان للفنانات وجود وحضور قوي ينافس وبشدة ومن هن من استحوذ على النصيب الأكبر من الإعجاب أمثال التشكيلية عبير الغامدي، والتشكيلية حياة عبدالله، والتشكيلية منيرة محمد، وجوهرة صالح، وصيدة صقران خالد سعيد وغيرهن ممن لا تحضرني أسماؤهن الآن. وكان للمشاركين من خارج المنطقة أمثال التشكيلي المعروف الأستاذ نذير ياوز، والتشكيلي عبدالله السويلم وغيرهما من الفنانين حضور مميز أعطى بعدًا آخر للمعرض؛ الذي نطمح من خلاله إلى البروز وبقوة في الساحة التشكيلية الداخلية والخارجية، وهذا حاصل، والدليل مشاركة الفنانين من خارج المنطقة؛ بل ومن خارج الوطن الكبير، إلاّ أننا نرغب بالمزيد من المشاركات والدعم والمزيد من المعرض والتحرر من الصالات المغلقة، فوجود الأماكن السياحية في المنطقة تشجّع على مثل هذه التضاهرات الفنية الجميلة، كما أن لجائزه باحة الفنون فضلًا كبيرًا في مجال التنافس الشريف بين الفنانين للوصول إلى العالمية.