نقلت مصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن ألسنة الفتنة لن تحرق سوريا فحسب بل لبنان وغيره من دول الخليج والمنطقة برمتها، وعندها سيكون من الصعب إطفاء الحريق، ولم تستبعد المصادر التي وُصفت بالمقربة جدا من الرئيس ونقلت تصريحاتها صحيفة «الرأي» الكويتية أمس، محاولة اغتيال بشار الأسد. وقالت: إن الأخير سيلقي خطابا، وصفته ب «المهم» قبل حلول السنة الميلادية الجديدة، يتناول فيه الدور والذي وصفته المصادر ب «السلبي» لدول الجامعة العربية ولبعض الأطراف اللبنانية حيال الأحداث الجارية في سوريا. واتهم وزير الخارجية الفرنسي جوبيه أمس سوريا بالوقوف وراء الإعتداءات على الجنود الفرنسيين في لبنان وفي التفاصيل قالت المصادر: إن «الرئيس السوري يخشى انزلاق الأوضاع إلى حرب طائفية، متّهمًا العلماء المسلمين بالمساهمة في التحريض». وأقرّ الأسد، بحسب المصادر القريبة منه، بأخطاء حصلت في أداء بعض المسؤولين السوريين. وقالت المصادر: إن «الأسد يحرص في مجالسه على التأكيد انه لم يفاجأ كثيرا بحجم المؤامرة ضد سوريا». واعتبر الأسد، بحسب المصادر أن «دور بعض الدول العربية غير مستغرب، كونها تقوم بما هو مطلوب منها في الضغط عليه للتنحي»، كاشفًا عن دولة بعينها اتصلت بدول عربية عدة شاركت أخيرا بالتصويت ضد سوريا لإرغامها على هذا التصويت عبر تهديدها بأن الدور سيأتي إليها إذا لم تقف مع العقوبات ضد سوريا، لافتا إلى أن بعض تلك الدول اتصلت بنا موضحة موقفها الحقيقي، ومعلنة أنها لن تلتزم بقرار العقوبات رغم موافقتها عليها. قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس إن باريس تعتقد ان سوريا مسؤولة عن الهجمات على قواتها في لبنان يوم الجمعة الماضي.وقال جوبيه لراديو فرنسا الدولي «لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن هذه الهجمات جاءت من هناك (سوريا).» واضاف «نعتقد ان هذا هو الارجح.. لكن ليس عندي دليل.» ولدى سؤاله عما اذا كان يعتقد ان جماعة حزب الله اللبنانية نفذت الهجوم نيابة عن دمشق رد جوبيه قائلا «بدون شك. إنها الجناح العسكري لسوريا في لبنان). الى ذلك افاد ناشطون سوريون معارضون ان العديد من المناطق السورية شهدت امس اضرابا عاما تلبية لدعوة من العديد من فصائل المعارضة، في حين قتل عشرة اشخاص على الاقل برصاص قوات الامن في مناطق متفرقة من البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مدنيين اثنين قتلا برصاص رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم بمحافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، حيث خاض منشقون معارك عنيفة مع القوات الحكومية. وتحدث المرصد عن «إحراق ناقلتي جند مدرعتين» في المنطقة نفسها. وفي بلدة طفس بحافظة درعا جنوب سوريا قتل فتى في ال 16 من العمر حين اطلقت قوات الامن النار في البلدة، وجرى إحراق ثلاث مدرعات واصيب عدة اشخاص في مواجهة مماثلة، بحسب المرصد. واضاف المرصد ان «شابا في الثلاثين وسيدة في الثانية والاربعين استشهدا مساء امس برصاص قناصة في مدينة دوما في ريف دمشق». وفي مدينة جاسم في محافظة درعا اعلن المرصد ان مواطنا اعتقل الاحد وسلمت جثته بعد ساعات على اعتقاله من قبل اجهزة الامن. وقال المرصد إنه في مدينة حمص «استشهد طفلان إثر اصابة منزلهما في حي البياضة بنيران الرشاشات الثقيلة، كما دارت «اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري وجنود انشقوا عنه في محيط بلدة بصر الحرير في محافظة درعا اسفرت عن احراق ثلاث دبابات وسقوط جرحى» بحسب المرصد. وكشف مصدر دبلوماسي عربي أمس الأحد أنه تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية واجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة قطر يوم السبت المقبل بالقاهرة وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية. وقال المسؤول العربي: إن اجتماع اللجنة سيكون الساعة العاشرة من صباح السبت بمقر الجامعة العربية، وسيبحث الرد العربي علي الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط. وأوضح أن هذه اللجنة سترفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيلتئم في الساعة الواحدة من اليوم ذاته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء. وأشار المصدر إلى أن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين بضرورة التوقيع على اتفاق بعثة لمراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، معربا عن أمله بأن يتم حل الأزمة السورية عربيا، ودون أي تدخل دولي.