السائل (راشد القحطانيّ) يقول: إنّي لأسعدُ كثيرًا بكل عدد من ملحق الرسالة الرّائد، والذي أجد فيه وبكل سرور سلسلةً من مقالاتكم الشائقة عن اللّغة العربية.. ولي ملاحظة، وسؤالان، أمّا الملاحظة فقد ورد في مقالكم كلمة (خطإه) ولعلّه خطأ في الطباعة، وصوابه (خطئه)، فهل أنا محقّ مصيبٌ؟ وأرجو تنبيه كُتّاب الصحيفة على مثل هذا.. وأمّا السؤالان فعن كلمة (مقدّمة) هل هي بكسر الدّال أم بفتحها؟ وهل نكتبُ كلمة (رضا) بالألف أم بالياء؟ الفتوى 24: زادك الله سعادةً إلى سعادتك، وأمّا ما لحظته في كتابة كلمة (خطإه) بهمزة تحت الألف، فلا أدري أهو من الكاتب، أم من الصحيفة، أم منّي، وهو المرجّح؛ لأنّي أكتبه على ما ذكرتَ بهيئة الياء، وهو الأشهر، وأكتبه أيضًا على ما يراه آخرون بهمزة تحت الألف. وقد حكمتَ عليه في صدر سؤالك بالخطأ، ثم قلتَ في ذيل السؤال: (فهل أنا محقٌّ أم مصيبٌ). وأمّا (المقدّمة)؛ فمن علماء اللّغة مَن لا يرى الفتح، ومنهم من يجيزه بإطلاق، ومنهم مَن يقول: الكسر هو الأصل، ولم ينقل الفتح إلاّ في مقدّمة الخيل والإبل، نقل ذلك الزّبيديّ في (تاج العروس)، ولعلك تريد مقدّمة الكتاب، وهي كذلك؛ لأنّ الألفاظ المنقولة من الحسّ إلى المعنى باصطلاح أو غيره تأخذ حكمها في استعمالها الأوّل، ومقدِّمة الكتاب بالكسر؛ لأنها في أول الكتاب، ومقدِّمة كل شيء أوّله، ولهذا سُمِّيت الجبهة بالمقدِّمة. ويجوز فتح الدّال على اسم المفعول؛ لأنّ مصنِّف الكتاب قدَّمها، فهي مقدَّمة، ولا يجوز أن يُلحّن مَن يقول هذا. وأمّا كلمة (رضا)؛ فإنها تكتب بالألف؛ لأنها واوية، أصل فعلها: رَضِو، فقلبت الواو ياءً؛ لوقوعها طرفًا بعد كسر، والأصل: أن ما كان أصله واوًا كُتب بألف، وما كان أصله ياءً كُتب على نحو الياء. نسأل الله أن يجعلنا ممّن اتَّبع رضوانه.