السائلة (همس المشاعر): أحتاج إلى الإجابة عن أسئلتي عاجلاً. أولاً: ما الفرق بين الخطأ الإملائي والنحوي واللّغوي؟ هل صحيحٌ أن الخطأ الإملائي في حروف الكلمة، وأن النحوي في الحركات والإعراب أو موقع الكلمة، واللّغوي في معنى الكلمة ؟ وثانيًا: عندما نقول: إن كتابة كلمة (أنْتِي، ولَكِي، وجزاكي) هل لأنه لا يجتمع ضميران لهما نفس المعنى في كلمة واحدة الفتوى41 : أعتذر عن تأخر الإجابة لتزاحم الأسئلة على المَورد العذب.. وأجيب بإيجاز عن سؤاليكِ، فأقول: الخطأ الإملائي يكون في رسم الكلمة ككتابة ألف الوصل بهمزة قطع، أو رسم الهمزة في غير موضعها وهيئتها، أو كتابة الكلمة الواوية بياء، ولا علاقة للإملاء بالنطق ولا بالمعنى، وعلاقته برسم القلم. والخطأ النحوي: ما كان في إعراب الكلمة نطقًا أو ضبطًا، والإعراب في أواخر الكلم، ويدخل في بطون النحو مسائل أخرى كالجمل التي لها محلّ أو لا محلّ لها من الإعراب، وكفتح همز (إنّ) وكسرها والتقديم والتأخير. كما يشمل النحو أيضًا مسائل الصرف، ومن يجعل الصرف قسيمًا للنحو أدخله في كنف اللّغة. والخطأ اللّغوي يشمل الخطأ في بنية الكلمة أو حركتها في أيّ موضع منها وفي صيغتها واستعمالها ودلالتها وموضعها، كضمّهم لام (لجنة) والصحيح فتحها، وكجمع (مُدير) على مُدَراء، والصواب: مديرون، والخطأ في التصريف والإعراب هو خطأ لغويّ أيضًا. وأمّا كتابة (أنتِ)، و(لكِ)، و(جزاكِ) بياء بعد التاء والكاف، فليست هذه الياء ضميرًا آخر، بل هي ياء متولِّدة من إشباع الحركة، ولا تعرف في فصيح الكلام، بل هي عامِّيّة شائعة، والنطق بها في فصيح الكلام وصحيحه بكسرٍ غير مشبع حال الوصل، وبالسكون عند الوقف، ولا يكون إشباعها إلاّ إذا كانت في حرف الرَّويِّ، كقول الشاعر: تعاللتِ كي أشجى وما بكِ علَّةٌ تريدينَ قتلي قد ظفرتِ بذلكِ