كان التحضير لهذا الملتقى قد بدأ منذ التكليف المباشر من الدكتور علي العنبر للفنان عبدالله نواوي والاجتماع لوضع الخطوط العريضة لهذا المشروع داخل جدة التاريخية والتعرف علي مستلزماته وتحضيرها واختيار ودعوة الفنانين المشاركين في هذا الملتقى بالتعبير الحي والمباشر بالرسم على الطبيعة وفي الهواء الطلق لجميع الأمكنة التاريخية بداية من سوق العلوي وعمقة مرورا ببرحة نصيف التي شهدت الاحتفال بهذا الحدث.. وعلى هذا تم الترتيب.. لتستقبل الفعالية مشاركة 25 فنانًا وفنانة، ممثلين في: عبدالله نواوي، طلعت عبدالعزيز، محمد إبراهيم الرباط، سعيد قمحاوي، نهار مرزوق، صادق غالب، عبده الفايز، فهد علي خليف، عبدالحميد الفقي، خالد العريج، معتز الينبعاوي، عبدالعزيز حسن سندي، أحمد عبدالرحمن حفظي، محمد علي الشهري، يوسف محمد ابراهيم الرباط ، أحمد القرني، أروى نواوي، نورة اليحيى، عفاف الجحمودي، هنادي الدباسي، حنان السراجي، رويدا مزجاجي، تسنيم مزجاجي، منى أرناؤطي، وعايدة حمودي. ثلاثة أيام متتالية قضاها الفنانون على مختلف أعمارهم وبإشراف مباشر من الفنان عبدالله نواوي في برحة نصيف بجدة التاريخية، قدم فيها كل فنان جهده المميز حسب رؤيته للمكان وحسب المدرسة التشكيلية التي تستهويه.. والتي يستطيع من خلال التعبير عن تاريخه وماضيه المجيد بريشته وبعثرة ألوانه، أن يبرز فيها جمال المكان وعبق الزمان، فكان النتاج الطبيعي أعمالًا لاقت إعجابا منقطع النظير من الحاضرين والزوار وجميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية على حد سواء.. الطلاب الموهوبون من مدارس جدة كان أيضا لهم نصيب وافر من المشاركة بإشراف معلمي التربية الفنية وقاموا برسم لوحات جميلة نالت إعجاب الزائرين كما تفاعلوا مع الفنانين الكبار لتوجيههم ونصحهم.. ملتقى في الذاكرة انقضى الملتقى، وما زالت ذاكرة المشاركين فيها محتشدة بتلك اللحظات، فالفنان نواوي عبّر عن سعادته بقوله: خطوة رائعة بإقامة هذه الفعاليات في العديد من المواقع، والأجمل هو ان تتواجد في وسط جدة؛ حيث الارتباط بالماضي، وكذلك الاستفادة من تراث جدة العريض، وقد كان الحضور رائعًا ومميزًا من الفنانين.. كما تحدث الفنان طلعت عبدالعزيز بقوله: تشرفت بالاشتراك في هذا الملتقى الرائع الذي جمع بعض الزملاء من الفنانين المشهود لهم بالكفاءة الفنية في الحراك السعودي والعربي.. والتفاعل الحي في قلب المنطقة التاريخية مع الجمهور.. حيث كلمات الإطراء والإعجاب زادت الملتقى وهجًا وتألقًا، وتبارى الفنانون والفنانات في هذا العرس التراثي البديع في نتاجاتهم التشكيلية كل حسب المدارس التي ينتمي إليها في التغنى بتراث أجداده. وتذكر الجميع أمجاد الزمان وبعثروا ألوانهم في عبق المكان وكأنهم عايشوا هذا الزمن الجميل بكل ماضيه التليد والمجيد.. وتعانقت جغرافية هذا الموقع التراثي الهام مع التاريخ بكل ما يحمله من ذكريات تفجرت في هذه الأعمال الجميلة للشكيليين. ويضيف طلعت بقوله: الرسم وسط هذه الأماكن العتيقة والمنبعث منها رائحة وعبق التراث المعماري كان دافعًا قويًا لكل المشاركين والمشاركات على حد سواء وبين الجمهور ومباشرة على الهواء وسط حركة مرتادي المنطقة جيئة وذهابًا والتوقف عند الفنانين لمشاهدة ابداعاتهم.. روى لي أحد المسنين من قاطني المنطقة التاريخية ذكرياته وهو يبيع (الجاز) وسط هذا الحي وتعلقه الشديد به منذ أكثر من خمسين عامًا.. وهو يستمتع معي بهذه الألوان التي تروى قصة هذا الإبداع العمراني الجميل ومشربياته.. احيي بكل إعجاب هذه الخطوة الرائعة بالرسم المباشر أمام الجمهور والحفاظ على تاريخية المكان بكل ما يحمله من ذكريات والتحدي العمراني للبنايات الشاهقة التي ربطت القديم بالحديث بأسلوب حضاري رائع. تلك هي جدة التاريخية التي دأبت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في الحفاظ عليها وتاريخها من خلال دعوة الزملاء من فنانين وفنانات للمساهمة في تسجيل مرحلة معمارية هامه وذاكرة لا تنسى.. ومروره الكريم وإعجابه بنتاجات المشاركين والمشاركات وتشجيعه المستمر والدائم لهم من خلال حرصه الشديد على زيارتهم.. تحية للمنظمين ولكل القائمين على هذا الملتقى البديع والجميل ونتمنى المشاركة في الأعوام القادمة بكل ما نحمله من حب لهذا البلد المعطاء. الفنان نهار مرزوق تحدث عن مشاركته في الملتقى بقوله: التعبير الفني من خلال ممارسة التشكيل الفني لأعمال فنية مرتبطة بالتراث المحلي بالتعبير عنه والرسم له في البلد بجوار بيت نصيف الأسبوع الماضي لهو بادرة رائعة من الهيئة السياحة والآثار السبّاقة لربط الجيل الجديد بموروثه ولمس جمالياته وتلمس روائعه. فقد اهتمت الورش بموضوع الصياغات التراثية وظهرت في الأعمال لبعض الفنانين السعوديين والمقيمين المشاركين في هذه التظاهرة الجميلة وهذا التنوع والتعدد وأسلوب الفنان ومضمون العمل الفني والتقنيات والخامات. المستخدمة والطرق التي يمارسها الفنان أمام الجمهور أكسبت هذه الورش وجهًا حقيقيًا لروعة المكان وصياغة التعبير عنه باحتراف وريادة ومن خلال الأعمال المنفذة لكل فنان في نفس الأماكن الموجود فيها الإرث الفني وجماليات العمارة الحجازية القديمة، كان اختيارًا رائعًا لتلمس ذائقة المتلقي التقليدي والمثقف والزائر على حد سواء من خلال التعرف علي الاتجاهات والأساليب المختلفة وطرق المعالجات لكل فنان وفنانة أمام الجميع. وأخيرًا تقول الفنانة نورة اليحيى: الرسم أمام الجمهور أعطاني مزيدًا من المتعة بالإضافة إلى ما أعطاه للجمهور من إحساس المتعة المتبادل من خلال مشاهدة ما أرسمه ونقاشه معهم في حوارات هادفة مما أعطى الجمهور مزيدًا من الفهم والتشجيع لمن لديهم هذه الموهبة وكان ملتقى رائعًا بما احتواه من الفنون المختلفة من فنون الرسم والرقصات الشعبية والموالات الحجازية داخل أحياء جدة القديمة وبالأخص حي البلد الذي استوحيت منه رسم الرواشين في لوحتي.