تعرض موكب لقوات الباسيج الإيرانية (الحرس الثوري) في إقليم سيستان وبلوجستان أمس، لهجوم أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين من «الباسيج». وفيما هددت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية باستهداف أي طائرة معادية حتى خارج المجال الجوي الإيراني، دعا مسؤول أمريكي كبير أمس، كوريا الجنوبية وحلفاء الولاياتالمتحدة إلى تشديد العقوبات على إيران التي اعتبرها «دولة مارقة» بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. يأتي ذلك، فيما، يعتقد خبراء استخبارات سابقين وخبراء في الشان الإيراني أن الانفجار الذي وقع الشهر الماضي في قاعدة عسكرية بالقرب من طهران كان نتيجة جهود سرية تبذلها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول اخرى لتعطيل برنامج إيران النووي وصواريخها. وهددت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية باستهداف «اي طائرة معادية» حتى خارج المجال الجوي الإيراني، وذلك غداة اعلانها اسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز «ار كيو-170» في شرق البلاد. ونقلت وسائل الاعلام الإيرانية عن مسؤول عسكري من هيئة الأركان رفض الكشف عن هويته «بما انه سجل انتهاكًا واضحًا للغاية للمجال الجوي الإيراني، فان النشاطات العملانية والالكترونية للقوات المسلحة للجمهورية الاسلامية ضد الطائرات المعادية لن تقتصر بعد الان على حدود البلاد». وكان الجيش الإيراني اعلن الاحد اسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار من طراز «ار كيو-170» في «شرق البلاد»، المجاور للحدود مع افغانستان وباكستان. ونقلت وكالة فارس عن هيئة الأركان أن الطائرة بدون طيار «خرقت قليلا المناطق الحدودية شرق البلاد، وتمكنت طهران من وضع اليد عليها وهي مصابة باضرار بسيطة». ولم يعرض الجيش الإيراني اي صور للطائرة. واقرت قوات الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) مساء الاحد بان الامر يمكن أن يتعلق بطائرة أمريكية بدون طيار فقد اثرها فوق غرب افغانستان. وصرحت ايساف في بيان نشر الاحد في كابول أن «الطائرة من دون طيار التي اشار اليها الإيرانيون قد تكون طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار كانت تقوم بمهمة استطلاعية في غرب افغانستان». وتابع البيان أن «موجهي الطائرة فقدوا السيطرة عليها، وهم يحاولون حاليا معرفة ما حل بها». إلى ذلك، دعا مسؤول أمريكي كبير كوريا الجنوبية وحلفاء الولاياتالمتحدة إلى تشديد العقوبات على إيران. واعتبر روبرت اينهورن المستشار الخاص لوزارة الخارجية في مكافحة انتشار الاسلحة النووية ومراقبة التسلح، انه على هذه الدول توجيه رسالة «واضحة وبالاجماع». وصرح أن «الوضع في إيران بات مقلقا بشكل متزايد في الاشهر الاخيرة». واتهم إيران بابداء «القليل من الاهتمام في المفاوضات الجدية حول برامجها النووية». وقال امام صحافيين خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية حليفة الولاياتالمتحدة التي تبقي على قوات على اراضيها منذ الحرب الكورية (1950-1953) أن «إيران تنتهك التزاماتها الدولية وباتت دول مارقة». ودعا اينهورن إلى فرض حظر على المنتجات الإيرانية البتروكيميائية باستثناء النفط اذ تخشى الدول الغربية ارتفاعا مفاجئا في اسعار النفط في حال فرض عقوبات على القطاع النفطي في إيران الدولة الثانية المنتجة للنفط بين بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك). واشار إلى أن الولاياتالمتحدة مدركة «لحاجات دول إلى الطاقة» مثل كوريا الجنوبية التي تستورد كامل حاجاتها من النفط من الخارج. على الصعيد ذاته، اوردت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الاحد أن العديد من خبراء الاستخبارات السابقين وخبراء الشان الإيراني يعتقدون أن الانفجار الذي وقع الشهر الماضي في قاعدة عسكرية بالقرب من طهران كان نتيجة جهود سرية تبذلها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول اخرى لتعطيل برنامج إيران النووي وصواريخها. ووقع الانفجار في 12 نوفمبر في قاعدة للحرس الثوري مما ادى إلى تدمير غالبية مباني المجمع ومقتل 17 شخصا من بينهم الجنرال حسن مقدم المسؤول عن برامج التسلح لدى الحرس الثوري ومؤسس قواتها البالستية. واضافت الصحيفة أن الهدف من الجهود السرية هو افشال مسعى إيران للحصول على اسلحة نووية وتفادي شن غارات جوية إسرائيلية او أمريكية لازالة هذا التهديد. ونقلت الصحيفة عن باتريك كلوسون المسؤول عن المبادرة الامنية الإيرانية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى «يبدو انها شكل من الحرب يتماشى مع القرن الحادي والعشرين». واضاف «يبدو أن هناك حملة من الاغتيالات والحرب الالكترونية بالاضافة إلى حملة تخريب شبه معترف بها». وتابع التقرير أن مثل هذه العملية ستكون سرية للغاية وان الذين على علم بها يلتزمون الصمت. واضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة سعت مع حلفائها طيلة سنوات لتعطيل برنامج التسليح الإيراني من خلال تزويدها سرا بقطع او برامج الكترونية غير صالحة. ولم يظهر اي دليل عن اعمال تخريب الا أن البرنامج النووي الإيراني واجه عقبات حدت من تطوره في السنوات الاخيرة.