ترجل صباح أمس الجمعة عن صهوة الحياة، وطاولة القراءة، وقلم الكتابة، ودفتر التدوين، رائد الأمثال والأساطير الشعبية في الجزيرة العربية الأديب عبدالكريم الجهيمان.. الصحافي والأديب والمثقف الذي نذر نفسه للبحث والكتابة، والتأليف والنشر، فقدم للمكتبة العربية جملة من المؤلفات والكتب كان له قصب السبق في اختيار موضوعاتها، ومضامينها، فهو أول من اهتم بالكتابة والبحث في المجال الشعبي وأدبه. وكانت حالة الجهيمان الصحية مرت في الفترة الأخيرة بمعاناة مع المرض، وقد قضى الثلاثة الأيام الأخيرة بالعناية المركزة بالمستشفى بالرياض. والأديب الصحفي والمؤرخ عبدالكريم الجهيمان أحد أبرز الأسماء المضيئة في سماء الكتابة والصحافة في المملكة، ولقد شغف بالهم الكتابي منذ أن أصدر صحيفة «أخبار الظهران»، ثم صحيفة القصيم، حيث كان يهمه الوعي الاجتماعي بصفة خاصة، تجلى ذلك فيما أصدره من كتب عديدة، كما كان له اهتمامًا كبيرًا بالموروث الشعبي، حيث رصد مئات الأمثال الشعبية، وقدم العديد من الحكايات الشعبية والتي تحمل أهدافًا وقيمًا جوهرية. وُلد عبدالكريم الجهيمان عام 1912م في بلدة غسلة ونشأ في بلدة القرائن، وهما بلدتان متجاورتان في نجد، وتعلّم لدى الكتاتيب في بلدته، ثم انتقل عام 1925م إلى الرياض ودرس لدى مشايخ المساجد لعام واحد، ثم غادر في 1926م إلى الحجاز وتحديدًا إلى مكةالمكرمة، حيث التحق في سلاح الهجانة في العام ذاته ولبث فيه مدة عام، ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي، وبعد ثلاث سنوات تخرّج من المعهد وأُنتدب لإنشاء المدرسة الأولى في بلدة الخرج وذلك عام 1930، وبعد مضي عام على إنشائه مدرسة الخرج، طلب منه الملك سعود أن ينتقل إلى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه، وهو ما حصل في العام 1931، وبقي في تعليم أنجال الأمير مدة عام واحد، ثم انتقل بعدها إلى الظهران وأنشأ جريدة «أخبار الظهران» وهي أول صحيفة تصدر من شرق الجزيرة العربية، غير أن الصحيفة التي كان يرأس تحريرها سرعان ما أُوقفت بعد أعداد قليلة. والراحل الجهيمان ألف عددًا من الكتب، منها بعنوان «رحلة مع الشمس» يحكي فيه فصول رحلته العالمية، حيث غادر عبر الشرق وعاد من الغرب، كما ألف كتابًا بعنوان «ذكريات باريس» يتحدث فيه عن مدينة باريس التي أمضى فيها قرابة ستة أشهر مطلع الستينيات الميلادية، ومن أشهر أعماله: «موسوعة الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية»، و»موسوعة الأمثال الشعبية» التي تتكون من عشرة أجزاء.