في ذمة الله غدا أديبنا الكبير ورمزنا الجميل الأستاذ عبدالكريم الجهيمان بعدما عاش حياة ممتدةً مليئة بالعطاء النوعي الصحفي والبحثي والأدبي والتراثي، عدا مواقفه المبدئية وأعماله الخيرة وجهوده الإنسانية وجلسته الاثنينية؛ فلم يكن فرداً يرحل بل مجموعة من الناس؛ أنشأ «أخبار الظهران» وألف «الأساطير الشعبية» و»الأمثال الشعبية» - في مجلدات - وكتب في قضايا الإصلاح والتنمية، وتبرع بجزء كبير من ماله لأعمال البر والتعليم والثقافة؛ فلا نعدم له يدًا هنا ويدًا هناك، وما عُهد إلا كريمًا شهمًا حفيّأ وفيّا بارًّا بقومه وذويه. والجزيرة - التي رافقت مسيرته واقتربت منه في سنيه الأخيرة وكان أحد أبرز كُتّابها ومحبيها -أصدرت عنه ملفاتٍ متخصصة رصدت أعماله واستشرفت آماله ورافقته في رحلاته داخل الوطن حيث احتفت به كل المدن والمحافظات في سابقة ندر مثلُها لمثله، وهي لا تملك باسم منسوبيها أكثر من رفع أكف الدعاء له بالرحمة مثلما تقدم العزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة التي يمثلها أطياف المثقفين والأكاديميين والإعلاميين؛ فله رضوان الله ومغفرته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. *** *سيرة ذاتية صحفي وأديب وباحث ومثقف سعودي، وُلد عام 1912م في بلدة غسلة بالقرائن، والقرائن اسم يُطلق على بلدتيْ غسلة والوقف كونهما متقارنتين وتبعدان عن شقراء حوالي 5 كيلو مترات، تلقّى تعليمه الأوّلي مثل الكثير من أبناء نجد لدى الكتاتيب في بلدته غسلة، ثم انتقل عام 1925م إلى الرياض ودرس لدى مشايخ المساجد لعام واحد، ثم غادر في 1926م إلى الحجاز وتحديداً إلى مكة، حيث التحق بسلاح الهجانة في العام ذاته، ولبث فيه مدة عام ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي السعودي (معهد لتخريج العلماء)، وذلك بطلب خاص من الملك عبد العزيز، وبعد ثلاث سنوات تخرّج من المعهد وانتدب لإنشاء المدرسة النموذجية الأولى في مدينة السيح بمنطقة الخرج وذلك عام 1930م. بعد مضي عام على إنشائه المدرسة الأولى في مدينة السيح، طلب منه الملك سعود أن ينتقل إلى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه، وهو ما حصل في العام 1931م، وبقي في تعليم أنجال الملك مدة عام واحد. انتقل بعدها إلى الظهران وأنشأ جريدة (أخبار الظهران)، وهي أول صحيفة تصدر من شرق الجزيرة العربية، غير أنّ الصحيفة التي كان يرأس تحريرها سرعان ما أوقفت بعد أعداد قليلة، حين نشر الجهيمان بعض المقالات التي تعتبر جريئة في ذلك الوقت، ومنها مقالٌ يدعو إلى (تعليم المرأة)، ولم تكن هناك مدارس لتعليم الفتيات في أي منطقة من الجزيرة آنذاك. وزار الجهيمان في فترة الستينيات والسبعينيات مدناً عديدة في العالم، وألّف عنها العديد من الكتب، أهمها كتاب اسمه (رحلة مع الشمس) يحكي فيه فصول رحلته العالمية حيث غادر من الشرق وعاد من الغرب، كما ألّف كتاباً بعنوان (ذكريات باريس) يتحدث فيه عن مدينة باريس التي أمضى فيها قرابة الستة أشهر مطلع الستينيات الميلادية. - تم تكريمه في أحد مهرجانات الجنادرية. من أشهر أعمال الجهيمان في البحث الشعبي: - موسوعة الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية: خمسة أجزاء. - موسوعة الأمثال الشعبية: عشرة أجزاء. - كتاب دخان ولهب وهو عبارة عن مجموعة مقالات أصدرها في عدة صحف سعودية منها جريدة الظهران. - موقع عبد الكريم الجهيمان.